تَعَالَى الله أَن يَكون لَهُ صِفَةٌ تَشْغَلُ الْأَمْكِنَة، هَذَا عَيْنُ التَجْسِيمِ.

Arabic Text By Jul 06, 2014

 

قال الإمامُ الحافظُ ابنُ الجَوزيّ في كِتاب “كَشْفِ الْمُشْكِل مِن حَدِيث الصَحِيحَين“:

“وَفِي الحَدِيث التَّاسِع وَالتسْعين:لَا تزَال جَهَنَّم يُلْقَى فِيهَا وَتقولُ: هَل مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّة فِيهَا قَدَمَهُ.

كَانَ مَن تَقَدَّمَ مِن السَّلَفِ (أي أكثرُهم) يَسْكُتُونَ عِنْدَ سَماعِ هَذِه الْأَشْيَاء وَلَا يُفَسِّرُونها (أي لا يُعَيِّنون معنًى بل يَعتَقِدون أن لها معنى يَلِيق بجلال الله وعَظَمته بلا تَعيِين) مَعَ عِلْمِهمْ أَن ذَات الله تَعَالَى لَا تَتَبَعَّضُ، وَلَا يَحْوِيها مَكَانٌ، وَلَا تُوصَفُ بالتَغَيُّرِ وَلَا بالانْتِقالِ. وَمَن صَرَفَ عَن نَفْسِهِ مَا يُوجِبُ التَّشْبِيهَ وَسَكَتَ عَن تَفْسِيرِ مَا يُضَافُ إِلَى اللهِ عَزّ وَجَلَّ مِن هَذِه الْأَشْيَاء فقَد سَلَكَ طَرِيقَ السَّلَف الصَّالِح وَسَلِمَ، فَأَما مَن ادَّعى سُلُوكَ طَرِيق السَّلَفِ ثمَّ فَهِمَ مِن هَذَا الحَدِيثِ أَن الْقَدَمَ صِفَةٌ ذَاتِيّةٌ وَأَنَّهَا تُوضَعُ فِي جَهَنَّمَ فَمَا عَرَف مَا يَجِبُ للهِ وَلَا مَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ وَلَا سَلَكَ مِنْهاجَ السَّلَفِ فِي السُّكُوتِ، وَلَا مَذْهَبَ الْمُتَأَوِّلِينَ (كابن عباسٍ ومُجاهِدٍ وقَتادةَ والبُخاريّ وسُفيانَ الثَوريّ وأحمدَ بن حَنبلٍ ومالِكٍ). قَالَ أَبُو الْوَفَاء بنُ عَقِيلٍ: تَعَالَى الله أَن يَكون لَهُ صِفَةٌ تَشْغَلُ الْأَمْكِنَة، هَذَا عَيْنُ التَجْسِيمِ.