ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في أثناء شرحه لحديث البخاري في شأن اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه، أن مما قيل في ذلك إنه اهتزاز حملة العرش من الملائكة لموت سعد، وأنه فتحت له أبواب السماء واستبشر به أهلها وهم الملائكة المكرمون.
وفيه نقل ابن حجر عن أبي الوليد بن رشد الأشعري المالكي أنه قال: إنه ليس كما يسبق إلى وهم الجاهل أن العرش إذا تحرك يتحرك الله بحركته كما يقع للجالس منا على كرسيه، وليس العرش بموضع استقرار الله، تبارك الله وتنزه عن مشابهة خلقه. انتهى
ثم يقول الحافظ ابن حجر ما نصه: فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول، ليس كمثله شيء، انتهى.
وكلام الحافظ ابن حجر والقاضي ابن رشد الجد واضح في أن من قال إن الله مستقر فوق العرش أو جالس عليه، أو أنه تعالى يتحرك أو يتحوّل أي يتغيّر، فهو جاهل ضالّ خارج عن معتقد الإسلام الذي عليه السلف وعلماء السنة من الخلف رحمهم الله تعالى.
وهذا ما نص عليه الشافعي رضي الله عنه ليس له مخالف وهو إجماع قال: “من اعتقد أن الله جالس على العرش فهو كافر” ذكره ابن المعلم القرشي رحمه الله في كتاب نجم المهتدي ورجم المعتدي.
وفي الأشباه والنظائر للسيوطي ينقل عن الإمام الشافعي كذلك أنه قال بتكفير المجسم ومن أنكر علم الله بالجزئيات، قال كلاهما كافر.
الله يعلم كلّ شيء، فمن قال إن شيئاً يخفى على الله فهو كافر