معنى قول الله تعالى: “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُون” (يس، 82).
معناه سرعة التكوين والايجاد من غير تأخير ولا ممانعة. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
واتَّفَقَ المسلمون عَلَى أن كلام اللهِ تعالى صفته، وهو كلام واحد ليس حَرفًا ولا صَوتًا.
قال العلامةُ أبو علي السَّكونيُّ الإشبيليُّ في كتاب “التمييز”: “وكلام الله سبحانه واحد بإجماع الأمة“.
وقال الإمام البيهقيُّ في كتاب الاعتقاد: “وكلامُ الله واحدٌ لَم يزلْ ولا يزالُ” أي أنه صفة أزلية أبدية لله تعالى.
وقد اتفق المسلمون على أَنَّ صفات الله تعالَى لا تُشبِهُ صِفَاتِ خَلقِهِ، فاللهُ متكلمٌ بكلامٍ هو صفته ليسَ حَرفًا ولا صَوتًا، لأَنَّ الكلامَ الذي يكونُ بالحرفِ والصوتِ مخلوقٌ، واللهُ لا يَتَّصِفُ بِصفات المخلوقٍ.
قالَ الإمام أَبُو حنيفةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ فِي كتابِهِ “الفقهِ الأكبرِ”: “نَحنُ نَتكلَّمُ بالآلاتِ والحروفِ، واللهُ يَتَكلَّمُ بلا آلةٍ ولا حَرفٍ“.
وقال الإمام الماتريدي في تفسيره “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ” إن ذلك إخبار عن سرعةِ نفاذ أمر الله ومشيئته، قال رضي الله عنه “من غير أن كان منه كاف ونون”، يعني لا يكون منه حرف كاف ولا حرف نون.
وهذا موافق لما قال ابو حنيفة أنَّهُ تعالى لا يَنطِقُ بالكافِ والنُّونِ ولا بسائر الاحرف واللغات والاصوات. النطقُ بالكافِ والنونِ وبسائر الحروف مِن صفاتِ بعض المخلوقات.
الله ليس من صفاته النطق ولا الحرف ولا اللغة ولا اللسان.
وأمَّا مَا يقولُهُ بعضُ الناسِ “سبحانَ مَن أَمرُهُ بينَ الكافِ والنونِ” فكلامٌ فاسِدٌ، لا هو قرآنٌ ولا حديثٌ ولا هو كلامُ أَهلِ العلم والفقه.