سيدنا محمد أشجع خلق الله وأكرم البشر، وهو محفوظ من فتن الدنيا لا تغرّه ولا تضرّه صلى الله عليه وسلم، وهو محفوظ من أدنى نكد في القبر وفي الآخرة، ولكنه النعيم المقيم له ولسائر إخوانه الأنبياء كلهم دعوا إلى الإسلام من أولهم آدم إلى خاتمهم رسول الله محمد صلوات الله عليهم وسلامه، ولكنه صلى الله عليه وسلم تعليماً لأمته وحرصاً على الخير لها كَانَ يَتَعَوَّذُ دُبُرَ الصَّلاَةِ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، رواه الْبُخَارِيُّ فِي صَّحِيحهِ عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
وَالْجُبْنِ صِفَةِ مَذْمُومَةِ تتأتى من ضعف القلب الْمُقَارِن لِلْهَرَبِ، وَمَعْنَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ أَيِ الْخَرَف، فالأنبياء لا يصيبهم الخرف في آخر أعمارهم بل هم محفوظون من أن يصيبهم ذلك، ولا يكون منهم أي هذيان أو اختلال في الكلام صلوات الله عليهم وسلامه