. التحذير من قول :
“إن النبي يعلم كل الغيب“
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي القدير القائل في محكم كتابه
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} الأنعام 59.
إخوة الإيمان إن الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالإحاطة بالغيب علما ،
لا أحد من خلقه يحيط بالغيب علما ومن اعتقد أن أحدًا غير الله يحيط بالغيب علما فقد كذب القرءان ومن كذب القرءان ليس بمسلم عند الله .
لذلك نحذركم اليوم أيها الإخوة من قول بعض الناس إن الرسول يعلم كل شىء يعلمه الله وهذا مصادمة للنصوص كقوله تعالى:
{قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء} الآية . الأعراف/ 188
فمن قال إن أحدًا غير الله يعلم بكل شىء فقد ساوى بين الله وبين ذلك المخلوق،
فقول بعض الناس: إن الرسول يعلم كل الغيب أي يعلم جميع ما يعلم الله من طريق عطاء الله فقد ساوى بين الله تعالى وبين الرسول والعياذ بالله تعالى.
فقائل هذه المقالة قد غلا الغلو الذي نهى الله ورسوله عنه . فقد قال صلى الله عليه وسلم:
“إياكم والغلو في الدين ، فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين“