في ترتيب المخلوقات:
الله تعالى لم يخلق المخلوقات كلها دفعة واحدة، ولو أراد ذلك لفعل ﻷنه قادر على كل شيء.
الله خلق السماوات والأرض ومرافقها (بفتح الميم) من أنهار وجبال ووديان في ستة أيام، والحكمة من ذلك أن يُعلمنا التأني في الأمور.
الماء: الله خلق الماء قبل كل شيء. ليس هذا الماء الذي نحن نشربه، هذا تغير.
والماء جعله الله أصلا لغيره من المخلوقات، ثم خلق من هذا الماء العرش ثم القلم الأعلى، ثم اللوح المحفوظ. وخلق بعد هؤلاء سائر الأشياء، أي الأرض والسماوات والبهائم والجبال والأشجار والأنهار. وكان آدم عليه السلام آخر الخلق من حيث الجنس. خلق آدم بعد عصر يوم الجمعة.
العرش: هو سرير له قوائم، وهو أكبر الأجسام التي خلقها الله تعالى وهو سقف الجنة. الله خلق العرش إظهارا لِقُدْرَتِه ولم يتخذه مكانا لذاته. الله لا يحتاج لمخلوقاته. الذي يحتاج للجلوس يكون مخلوقا لأنه جسم له نصفان: نصف اعلى ونصف اسفل. والله ليس جسما.
والعرش محفوف بالملائكة وهم أجسام نورانية ليسوا ذكورا ولا إناثا لهم عقل واختيار، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. هؤلاء حين يرون العرش العظيم يزدادون علما بكمال قدرة الله.
القلم الأعلى: أمر الله تعالى القلم أن يكتب فجرى بقُدْرَة الله تعالى من غير أن يُمْسكه أحد من خلق الله فكتب على اللوح المحفوظ ما كان وما يكون في الدنيا إلى نهايتها. ثم بعد ذلك بخمسين ألف سنة خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، فلا يُولدُ إنسان ولا تنزل قطرة ماء من السماء إلا على حسب ما كُتِبَ في اللوح المحفوظ.
الأرض: الأرض التي نحن عليها هي واحدة من سبع أرَضين خلقها الله تعالى وهي أعلاها، وكل أرض منفصلة عن الأخرى. وفي الأرض السابعة يوجد مكان يُسَمَّى سجينا وهو مكان أرواح الكفار بعد بِلى أجسادهم إلى أن يُبعثوا.
وجهنم تحت الأرض السابعة وهي النار التي تَوَعّدَ الله بها الكفار والعصاة من عباده.
وكان خلق هذه الأرض في اليومين الأولين من الأيام السّت.
السماوات السبع: بعد أن خلق الله تعالى الأرض، خلق السماوات السبع، وهي أجرام صلبة رَفعها الله بغير عَمَد، منفصلة عن بعضها، بين الواحدة والأخرى مسافة خمسمائة عام، ولكل سماء باب. وفوق السماء السابعة الجنة لكن منفصلة عنها.
مرافق الأرض : وبعد خلق السماوات السبع خلق الله تعالى مرافق الأرض كالأنهار والأشجار والجبال وغيرها.
آدم: خلق الله نبيه آدم في آخر اليوم السادس وهو يوم الجمعة، وآدم هو آخر المخلوقات من حيث الجنس وأوّل الأنبياء. خلقه الله تعالى من تراب الأرض بعد أن خلطه المَلكُ بأمر الله بماء الجنة، وخلق مِنْ ضِلعه الأيْسر الأقصر حوّاء وكانت امرأة صالحة، وكان خلق الملائكة والجِنّ والبهائم قبل خلق آدم