الأنبياء محفوظون بحفظ الله وعصمته تعالى لهم لعلو مقامهم وإظهار فضلهم وأن الله أرسلهم رحمة للعالمين.
الله تعالى عصم نبيَّه محمداً وسائر أنبيائه تعالى مِن الكفر والشرك جميع حياتهم، وكذلك عَصَمهم من الزِّنا والسَّرقة والكذب وقولِ الزُّورِ والخيانة وجميع أنواعِ الذُّنوب الكبيرة والفواحش قبل النبوَّة وبعدها.
عَصَمَهُمُ الله منها جميع حياتهم، كما عَصَمَهُمُ الله من الرَّذائلِ والسَّخافات ودناءة النفس والغباوة والسفاهة والكذب وسبق اللسان (يريد قول شيء فيسبق لسانه الى شيء آخر)، كل ذلك لا يحصل منهم قبل النبوة ولا بعدها.
سبق اللسان كأن يقول شخص: اللهم انت عبدي وأنا ربك، بدلا من قول: اللهم انت ربي وأنا عبدك.
سيدنا يوسف لم يحصل منه الزنى وﻻ هم بالزنى ولا أراده. ذلك مستحيل على الأنبياء كلهم لأن ذلك ﻻ يليق بمنصب النبوَّة.
وهو كفر لمن قاله او اعتقده كما في الفتاوى الهندية، وهو كتاب مشهور في الفقه الحنفي.
وعَصَمَ الله تعالى الأنبياء أيضاً من المعاصي الصَّغيرة التي فيها خسَّة ودناءةُ نفْس قبل النبوَّة وبعدها، ومثال على دناءة النفس سرقة حبة عنب.
أمَّا ما سوى ذلك من المعاصي والذُّنوب الصغيرة التي ليس فيها خسَّة ولا دناءة فلم يَعصمهم الله منها. فإن قيل: كيفَ يجوز حصول ذلك منهم ونحنُ مأمورون باتباعهم؟
فالجواب عن ذلك أنهم ينبَّهُونَ فوراً فيتوبون من تلك الصغائر التي لا خسة ولا دناءة فيها قبل أن يقتديَ بهم أحد، فزال بذلك المحظور.
هذا النبيّ العظيم آدم حين أكل من الشجرة التي نهاه الله تعالى عن الأكلِ منها ارتكبَ معصية صغيرة ليست ذنبا من الكبائر. لم تكن من كبائرِ المعاصي والذنوب، بل كانت معصيةً صغيرةً ﻻ خِسَّةَ فيها وﻻ دناءة.
وتحسُنُ الإشارةُ هنا إلى أنَّ إبليسَ الذي أبى ورفض أن يسجد لآدم لم يكنْ من المﻻئكة، كان من الجنِّ ففسقَ عن أمرِ ربِّه، كفر بالله تعالى.
أمَّا المﻻئكةُ فسجدوا كلُّهم أجمعون ولم يتخلَّف واحدٌ منهم عن السُّجود ﻵدم سجود تحية لا سجود عبادة.
الملائكة لا يعصون الله أبدا.