قال الشيخ أحمد الرفاعي الكبير وهو من أئمة العلم والفقه والتصوف رضي الله عنه:
يا ولدي، نظرك فيك يكفيك (أي اجعل نفسك عبرة لنفسك)، وكما تقول بالناس يقولون فيك، وحاسب نفسك في كل يوم واستغفر الله كثيرا وكن طبيب نفسك ومرشدها، ولا تغفل عن حساب نفسك وإياك من الاشتغال بحظ النفس (هواها وشهواتها).
أي سادة، الأنس بالله لا يكون إلا لعبد قد كملت طهارته (تشمل طهارة الباطن) وصفا ذكره واستوحش من كل ما يشغله عن الله عز وجل (أي عن أداء حقوق الله عليه).
ثم قال رضي الله عنه يعلم مريديه الاكابر: التوحيد (اي توحيد الله) وجدان تعظيم في القلب، يمنع من التعطيل والتشبيه.
يعني كلام سيدنا الرفاعي أن توحيد الله يكون بإثبات ذات أزلي أبدي متصف بما يليق به تعالى من صفات الجلال والكمال، منزه عن صفات النقصان والاحتياج كالزمان والجهة والمكان.
التعطيل معناه إنكار وجود الله أو إنكار قدرته أو علمه أو غير ذلك من الصفات الواجبة لله إجماعا.
والتشبيه يكون بوصف الله بصفة من صفات المخلوقات كالجلوس والاستقرار والحركة والسكون والحجم والكيف والهيئة والصورة.
كل هذا اختصره الامام الرفاعي رضي الله عنه بكلمة.
وهذا ما حكاه الامام الطحاوي من اجماع السلف الصالح (لا اعني جماعة ابن تيمية الضال)، قال في عقيدته المجيدة: “ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر”، وهذا ما قاله الرفاعي من ان التشبيه والتعطيل ينافيان التوحيد،