أجمع أهل السنة والجماعة على أن الله ذات واحد، معناه ليس لله شبيه وليس لله شريك وليس لله وزير، لا ند ولا ضد له، ومعنى لا ضد له اي لا مكره له، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
وأجمعوا كذلك على أن له تعالى صفات أزلية بأزلية الذات، أبدية لا تتغير ولا تزول. وكل ما سوى الله مخلوق.
وذلك الذي قاله اهل الحق لا ينافي الوحدانية، كما أنه يقالُ عن الفردِ منَّا واحدٌ مع أن له صفات. قال تَعَالَى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) } [سورة المدثر]، فيوصف العبد بالوحدةِ التي تليقُ بالمخلوقِ، والله موصوف بالوحدانيةِ التي لا تشبهُ وحدانيةَ العبدِ. كما أن اللهَ يُقَالُ لَهُ مَوْجُودٌ والعبد يُقَالُ لَهُ مَوْجُودٌ، لكنْ وُجُودُ اللهِ غيرُ وجودِ الخلقِ.
موجود معناه ثابت الوجود.
مذهب أهل الحق أن صفات الله أزليَّةٌ بأزليةِ الذَّات. ليست عَيْنَ الذَّاتِ ولا غَيْرَ الذَّاتِ.
لا نقول الله قدرة ولا نقول الله علم، نقول الله ذو قدرة وذو علم، اي له صفتا القدرة والعلم.
الله من صفاته الوجودُ والعلم والحياة والقدرة والإرادةُ والسمعُ والبصر والكلام والقيام بالنفس وعدم مشابهة المخلوقات والأزلية والبقاء والوحدانية. ولا تصحُّ الألوهيَّةُ من دونِها.
فأهلُ الحق على أن لله صفات، وخالفَ في ذلك المعتزلةُ والفلاسفةُ والشيعةُ الإماميةُ ونسبوا إلى عليٍّ رضي الله عنه ما لم يقلْه، قالوا إنَّهُ قَالَ إن الله لا يوصف بوصفٍ، وحاشاه أن يقولَ ذلك، فليُحْذَرْ من كتاب “نهج البلاغة” وكذلكَ قَالَ ابن حزمٍ المنحرف.
ولنا قوله تَعَالَى: { وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى (60) } [سورة النحل] أي الوصفُ الذي لا يُشبِهُ وصْفَ غيرِهِ. وكذلك لنا ما رواه البيهقي بإسناد صحيح عن ابن عبّاسِ أنّ اليهود أتوا النّبيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا محمّد صِفْ لَنَا رَبَّكَ الذي بعثك، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } [سورة الإخلاص] إلى آخرها. فقال: “هذه صفة ربّي عزّ وجلَّ“.