التعارف بين المؤمنين سنة مستحبة بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصاحب إلا مؤمناً” رواه أبو داود، وهذا الحديث فيه الأمر بمصاحبة المؤمن أي الكامل لينتفع المرء به في دينه، إذ كيف تتأتى للشخص صحبة هذا المؤمن الكامل إن لم يعرفه ويعرف من حاله أنه مؤمن كامل. وهذا يحتاج إلى علم الدين لأن الجاهل قد يظن شيئا من الباطل من الكمال والصلاح لجهله.
ثم هناك حديث ” ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام” رواه ابن عساكر وغيره وقال السيوطي في شرح الصدور وصححه الحافظ عبد الحق الإشبيلي.
وقبل ذلك قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”(الحجرات، 13)
قال البغوي في تفسير الآية: “لِتَعَارَفُوا” أي لِيَعْرِف بعضكم بعضاً في قرب النسب وبُعْدِه لا لِيَتَفَاخَرُوا.
وقال الطبري: وقوله “لِتَعَارَفُوا” أي ليعرف بعضكم بعضاً في النسب. انتهى