ومن معاصي القلب الفرح بالمعصية الصّادرة منه أو مِنْ غيرِه ولو لم يشهدها ولو في مكان بعيد ففرح بذلك فقد عصى الله، أما الفرح بكفر الغير فهو كفر.
ومن معاصي القلب الغدر ولو بكافر وهو من الكبائر وذلك كأن يقول لشخصٍ أنت في حمايتي ثم يَفتِكَ به هو أو يدلّ عليه مَنْ يفتِكُ به.
قال الله تعالى : وإنْ أحَدٌ مِنَ المُشركينَ اسْتجَاركَ فأجِرْهُ حتى يَسْمَعَ كلام الله. سورة التوبة (6)
قال رسول الله: من أمّن رجلا على دمه ثم قتله فأنا بريء منه ولو كان المقتول كافرا. رواه ابن حبان.
فإذا قيل للكافر انت ءامنٌ فيَحرُم الغدر به بالقتل أو نحوه ومن الغدْر المُحرّم أن يعامل المسلم الكافر بالبيع والشراء فيَخونه في الوزن والكيل وأنْ يُضيّع ودِيعَة استودعه إياها الكافرُ فيُتلفها أو يَجْحَدها وأنْ يشترِي
َ منه شيئا بثمنٍ مؤجّل ثم يَجْحَدَه.
ومن معاصي القلب المكرُ
قال رسول الله المَكرُ والخديعة في النار. رواه الحاكم في المستدرك
المكر والخديعة بمعنى واحد وهوَ إيقاع الضّرر بالمسلم بطريقة خفية فمن مكر بأحد من المسلمين فقد وقع في معصية كبيرة
تنبيه : ما ورد في الحديث أن الرسول قال : أنا بريء منه. هذا بيان أن هذا الذنب من الكبائر وليس المراد أنه يخرج من الدين.
ومن معاصي القلب البخل بما أوجب الله تعالى كالبُخل عن أداء الزكاة للمستحقين والبُخل عن دفع نفقةِ الزوجة الواجبة والأطفال والبخل عن نفقة الأبوين المحتاجين.
ومن معاصي القلب قِلّة المبالاة بما عّظمَ الله تعالى والذي سأذكره حكمه الرِدّة
أي الكفر كإن يحتقر الجنة كقول بعض الدجاجلة ( الجنّة لعبَة الصّبيان) وقول بعضهم الجنة خشخاشة الصبيان وهذا حكمُه الرِدّة. وهذا القول إلحَادٌ وكفر وهو قول بعضهم جهنم مستشفى أي محل طِبابة وعلاج وتنظيف ليست محَلّ عِقاب وتعذيب وذلك كفرٌ
سيدنا اسماعيل
كانت سارة زوجة إبراهيم عليه السلام لا تلِدُ، وكانت لها أمَةً مملوكة تسمى هاجر، فأعطتها لسيّدنا إبراهيم، فصارت حلالا له في شريعة الله مثل الزوجة. وَلدَت له ولدا سمّاهُ اسماعيل، فأخذهما إلى مكة وتركهما هناك بأمر الله ولم يَكن معهما إلا جراب من ماء وءاخر من تمر. و جاءت قبيلة جُرهُم إليها وطلبوا أنْ تأذنَ لهم بالنّزول عندها فأذنت