في سير أعلام النبلاء 19/141 عن ذي النون ثوبان بن إبراهيم المصري (245 هـ) قال:
كان العلماء يتواعظون بثلاث ويكتب بعضهم إلى بعض: من أحسن سريرته أحسن الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه اهـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
المعاملات المحرمة
يحرم بيع الحلال الطاهر لمن يُعْلمُ أنه يريده للمعصية كبيع العنب ممن يعلم أنه يعتصره خمرا.
ويحرم بيعُ المعيب مع كتمان عيبه أي ترك بيانه. وقد روى مسلم أن الرسول مرّ برجل يبيع الطعام .أي القمح. فأدخل يده فيه فمسّت يدُهُ بللا فقال: يا صاحب الطعام ما هذا. فقال أصابته السماءُ أي المطر فقال : هلا جعلتهُ ظاهرا حتى يراه الناس من غشّنا فليس منّا. والمُراد بالطعام في الحديث القمح.
ولا تصح قسمة التركة التي خلّفها الميتُ من كل حقّ مالي ما لم تؤد ديون الميت من دَيْنٍ للناس أو من دَيْنٍ لله كالزكاة الواجبة في عين المال وما لم تنفذ الوصايا أي ما أوصى به
بأن يصرف بعد موته، وما لم تخرج أجرة الحج والعمرة المستقرين في ذمّته وقد كان وجب عليه أداؤهما وتُسلّم لمن يؤدي النسك عنه، فلا يجوز تصرّف الورثة في شيء من التركة حتى يُخرج ذلك قبلا
قال الشبراملسي في حاشية نهاية المحتاج فائدة قال ابن حجر وشمل كلامهم من مات وفي ذمته حج فيحجر على الوارث حتى يتم الحج عنه وبذلك أفتى بعضهم وأفتى بعضٌ ءاخر بأنه بالاستئجار وتسليم الأجرة للأجير ينفك الحجر وفيه نظر لبقاء التعليق بذمته بعد انتهى قال الشبراملسي وظاهره اعتماد الأول ولو قيل باعتماد الثاني لم يكن بعيدا. انتهى وفي حاشية البجيرمي فليس للوارث أن يتصرف في شيء منها حتى يتم الحج ولا يكفي الاستئجار ودفع الأجرة كذا قاله السنباطي انتهى
فعلى مريد رضا الله سبحانه وسلامةِ دينِهِ ودنياهُ أن يَتعَلمَ ما يحِلّ وما يحرمُ مِن عالم ورع ناصحٍ شفيقٍ على دينِهِ فإنّ طلب الحلال فريضة على كل مسلم.
ولا يجوز استفتاء من ليس له كفاءة في علم الدين ولا استفتاء العالم الفاسق
قال الإمام المجتهد التابعي محمد بن سيرين : إنّ هذا العلم دين ٌ فانظروا عمّن تأخذون دينَكم. رواه مسلم
سيّدنا اسحاق
هو الولد الثاني لسيّدنا إبراهيم من السيدة سارة. وقد ذكره الله تعالى بالثناء عليه والمدح في أكثر من آية في القرءان. وقد مدح رسول الله نبي الله إسحاق: إنّ الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. فهؤلاء الأنبياء الأربعة الذين مدحهم رسول الله هم أنبياء متناسلون، ولا يوجد بين الناس أنبياء متناسلون غيرهم وهم يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
قال الله تعالى : وَبَشّرناهُ بإسْحَاقَ نبيّاً مِنَ الصالحين سورة الصافات (112