بركات رمضان،

Arabic Text By Jul 02, 2014

بركات رمضان،

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عزّّ وَجلَّ: كلُ عملِ ابنِ آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، والذي نفس محمدٍ بيده لخُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه” متفق عليه وهذا لفظ البخاري.

الشرح:

لقي ربه أي مات، والله منزه عن لقاء المواجهة والمقابلة لأنه تعالى ليس جسما ولا هو حجم ولا له كيفية ولا شكل، سبحانه ليس كمثله شيء.

قوله كل عمل ابن آدم له أي له فيه حظ ومدخل إلا الصيام فإنه لي أي خالص لي لا يطلع عليه غيري معناه الصوم أبعد الأعمال من الرياء.

وقوله وأنا أجزي به دليلٌ على عظيم أجر الصائم.

وقوله والصيامُ جُنةٌ أي وقايةٌ وسترٌ فيكون مانعا من النار أو من المعاصي كما يمنع الترس من إصابة السهم لأن الصوم يكسر الشهوة ويضعف البدن.

وقوله فإذا كان أي وجد يوم صوم أحدكم فلا يرفث فالمراد بالرفث الكلام القبيح أي لا يتكلم بالكلام الفاحش، ولا يصخب فالصخب الخصام والصياح لأجل الدنيا، فإن سابه أحدٌ أو قاتله أي خاصمهُ ونازعهُ فليقل أني صائمٌ بقلبه وقيل بلسانه، لينزجر المخاصم إن أَمِنَ الرياء.

وقوله والذي نفس محمد بيده أي بقدرته لأن الله منزه عن اليد الجارحة. والخُلُوف تغيُر رائحةِ فمِ الصائم بسبب الصيام.

وقوله أطيب عند الله من ريح المسك هذا مجازٌ لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن استطابة الروائح، الشم ليس من صفات الله تعالى.

والمراد به الثناء على الصائم والرضا بفعله.

وقوله إذا أفطر فرح أي بإتمام الصوم وخلوه من المفسدات، وقيل فرح بعودة النشاط إلى البدن، وإذا لقي ربه فرح بصومه أي بجزائه وثوابه الذي ناله بسبب الصيام