الصلاة الصلاة، لا تقوى من دون أداء الصلوات المفروضات، ولا نجاح ولا فلاح إلا بذلك.
يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: “رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة” أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
هذا الحديث الشريف يبيّن أن أفضل الأعمال هو الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتليه الصلاة المفروضة. فالنجاح الحقيقي يكون بتقوى الله لأن ذلك مؤداه حسن العاقبة، أما ما كان مؤداه سوء العاقبة فهو خسران.
الإيمان أفضل الأعمال وأساسها كما بيّنا من قبل، ولكن الصلاة تليه في الفضل.
وتقوى الله أفضل مكتسب للعبد العاقل، قال الله تعالى: {يٰأيها ٱلذين آمنوا ٱتقوا ٱلله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (سورة آل عمران/102).
فالصلاة هي بعد الإيمان بالله ورسوله آكد مفروض وأجلّ طاعة وأرجى بضاعة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيع.
وقد جعلها الله قرة للعيون ومفزعاً للمحزون فكان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلّى؛ الحديث أخرجه أحمد وأبو داود، ومعنى حزبه أمر أي نابه وألمّ به أمر شديد.
ويقول عليه الصلاة والسلام: “وجعلت قرة عيني في الصلاة” أخرجه أحمد في مسنده والنسائي والبيهقي في السنن وصححه الحاكم في المستدرك وغيرهم.
وكان ينادي صلى الله عليه وسلم: “يا بلال، أرحنا بالصلاة” أخرجه أحمد وغيره.
فقد كانت الصلاة سروره وهناء قلبه وسعادة فؤاده، بأبي أنت وأمي صلوات الله عليك وسلامه يا رسول الله.
فالمحافظة على الصلوات المفروضات عنوان الصدق والإيمان، والتهاون بها علامة الخذلان والخسران.
فمن أكبر الكبائر وأشد الذنوب ترك الصلاة تعمداً وإخراجها عن وقتها كسلاً وتهاوناً.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة” أخرجه مسلم. أي أن تارك الصلاة كسلاً قريب من الكفر لعظم ذنبه، أو هو كافر حقيقي إن اعتقد عدم وجوب الصلوات المفروضات.
فالتفريط في أمر الصلاة من أعظم أسباب البلاء والشقاء، ضنك دنيوي وعذاب برزخي وعقاب أخروي، وإن يكن الله قد يسامح من تركها كسلاً لدخولها في عموم قول الله تعالى: “إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفرُ ما دون ذلك لمن يشاء” (النساء، 48)، ولكن ليذكر العبد المؤمن قول الله تعالى: {فويل للمصلين الذين هم عن صلٰتهم ساهون}. (سورة الماعون/4 – 5)
فالصلاة إخواني عبادة عظمى لا تسقط عن مريض حضراً ولا سفراً إلا المجنون والحائض والنفساء، ومن فاتته بلا عذر فعليه قضاؤها على حسب ما فصل الفقهاء من أهل السنة والجماعة، ومن تركها كسلاً فهي دين في ذمته لا تسقط عنه ويجب عليه قضاؤها، فأقيموا إخواني وأخواتي الصلاة لوقتها، وأسبغوا لها وضوءها، وأتموا لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها، تنالوا ثمرتها وبركتها وقوتها وراحتها.
والحمدلله تعالى،