من نصائح العارفين:
عَنْ أَبِي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ زينِ العابِدِينَ قَالَ: أَوْصَانِي أَبِي فَقَالَ: “لا تَصحَبَنَّ خَمْسَةً وَلا تُحَادِثْهُمْ وَلا تُرَافِقْهُم فِي طَرِيق”، قَالَ : قُلْتُ : “جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا أَبَتِ، مَن هَؤُلاءِ الْخَمْسَةُ؟
قَالَ: “لا تَصْحَبَنَّ فَاسِقًا فَإِنَّهُ بَائِعُكَ بِأَكْلَةٍ فَمَا دُونَها”، قَالَ : قُلْتُ : “يَا أَبَتِ وَمَا دُونَها؟” قَالَ: “يَطْمَعُ فِيهَا ثُمَّ لا يَنَالُها”. قَالَ : قُلْتُ : ” يَا أَبَتِ وَمَنِ الثَّانِي ؟ “
قَالَ: ” لا تَصْحَبَنَّ البَخِيلَ فَإِنَّهُ يَقطَعُ بِكَ فِي مَالِهِ أَحْوَجَ مَا كُنْتَ إِلَيْهِ “،
قَالَ: قُلْتُ : ” يَا أَبَتِ وَمَنِ الثَّالِثُ؟ “
قَالَ: ” لا تَصْحَبَنَّ كَذَّابًا، فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ السَّرَابِ، يُبعِدُ مِنْكَ الْقَرِيبَ وَيُقَرِّبُ مِنْكَ الْبَعِيدَ ” . قُلْتُ: ” يَا أَبَتِ وَمَنِ الرَّابِعُ؟“
قَالَ: ” لا تَصْحَبَنَّ أَحْمَقَ فَإِنَّهُ يُريدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ، قُلْتَ: يَا أَبَتِ وَمَنِ الْخَامِسُ؟ ” قَالَ: ” لا تَصْحَبَنَّ قَاطِعَ رَحِمٍ، فَإِنِّي وَجَدْتُهُ مَلْعُونًا فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي ثَلاثَةِ مَوَاضِعَ “.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [سُورَةَ مُحَمَّدٍ:23,22] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [سُورَةَ الرَّعدِ:25] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [سُورَةَ البَقَرةِ:27] فقاطعُ الرحِمِ مِنَ الفَاسِقِينَ الخَاسِرِينَ.
رواه الحافظ ابو نعيم الاصبهاني رحمه الله ورحمنا امين