ذكر الإمام البيهقي في كتاب القـدَر عن ابن عبّاس رضي الله عنه في قوله تعالى: “يمحوا الله ما يشاء” يقول (أي ابن عباس): يُبدِّل الله ما يشاء من القرآن فَيَنْسَخُهُ، “ويثبت” يقول: يثبت ما يشاء لا يُبدله، “وعنده أم الكتاب” يقول (يعني ابن عباس): جملة ذلك عنده في أمّ الكتاب الناسخ والمنسوخ، وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب؛ (قال البيهقي:) هذا أصحّ ما قِيل في تأويل هذه الآية وأجراه على الأصول، وعلى مثل ذلك حملها الشافعي رحمه الله.
ثم قال أي البيهقي: ومن أهل العلم من زعم أَنّ المراد بالزيادة في العمر، نفي الآفات عنه والزيادة في عقله وفهمه وبصيرته؛ انتهى كلامه.
ولينظر إلى قول البيهقي إن تأويل ابن عباس أصح ما قيل في هذه الآية وأجراه على الأصول، أي هو الأكثر موافقة لأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لأن مشيئة الله لا تتغير ولكن الذي يتغير هو حال العبد.
وحمل ابن عباس الآية على أنها في الناسخ والمنسوخ لا في الإسعاد والإشقاء، فلذلك ينبغي التنبيه من أن ما يدعى في ليلة النصف من شعبان وفيه بعض الألفاظ الموهمة فإنه لا يصح له إسناد وليس هو تفسيرا لآية “يمحوا الله ما يشاء ويثبت