تحذير واجب من حزب التحرير
حزب التحرير المنتشر في بعض بلاد أوروبا وغيرها يبيح تقبيل ولمس الرجل للمرأة الأجنبية التي لا تحلّ له ولو بشهوة، وهذا شيء مشهور عنهم، طريقة تفكيرهم والفتاوى التي يصدرونها فيها شبه من فكر الأحزاب الشيوعية من حيث نقض عرى الإسلام وخرق ما اتفق عليه العلماء من أهل السنة والجماعة، ينادون بالخلافة وتكفير المسلمين وهم يعيشون في بلاد الكفار وتحت حكمهم ويأكلون من أموال حكوماتهم بالباطل ويمدحونها، ويتسلطون بالشتم والتكفير على المسلمين من خلال الفضائيات التي تتيحها لهم تلك الأجهزة في تلك البلاد،
هؤلاء حزب التحرير يستحلون أشياء محرمة معلوم من الدين بالضرورة حرمتها حتى لدى الجهال، ذكروا ذلك في منشور لهم على شكل جواب وسؤال (نشرة جواب وسؤال ـ تاريخ 24 ربيع الأول سنة 1390هـ) وهذا نصه: “ما حكم القبلة بشهوة مع الدليل؟ الجواب: … قد فهم من مجموع الأجوبة المذكورة أن القبلة بشهوة مباحة وليست حرامًا… لذلك نصارح الناس بأن التقبيل من حيث هو تقبيل ليس بحرام لأنه مباح لدخوله تحت عمومات الأدلة المبيحة لأفعال الإنسان العادية، فالمشي والغمز والمص وتحريك الأنف والتقبيل وزم الشفتين إلى غير ذلك من الأفعال التي تدخل تحت عمومات الأدلة… فالصورة العادية ليست حرامًا، بل هي من المباحات، ولكن الدولة تمنع تداولها… وتقبيل رجل لامرأة في الشارع سواء كان بشهوة أم بغير شهوة فإن الدولة تمنعه في الحياة العامة… فالدولة في الحياة العامة قد تمنع المباحات.. فمن الرجال من يلمس ثوب المرأة بشهوة، ومنهم من ينظر إلى حذائها بشهوة، ويسمع صوتها من الراديو بشهوة، وتتحرك فيه غريزة الجنس على وجه يحرك ذكره من سماع صوتها مباشرة، أو من الغناء، أو من قراءة إعلانات الدعاية أو من وصول رسالة منها، أو نقل له منها مع غيرها… فهذه أفعال بشهوة كلها تتعلق بالمرأة، وهي مباحة لدخولها تحت أدلة الإباحة…” اهـ.
أنظر إلى تكرار كلمة بشهوة وكلمة مباحة وكلمة ليس حراماً.. وما أشبه.
وقالوا في منشور لهم (صدر بتاريخ 21 جمادى الأولى 1400هـ 7/4/1980) عنوانه “حكم الإسلام في مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية” بعد كلام طويل ما نصه: “وإذا أمعنا النظر في الأحاديث التي فهم منها بعض الفقهاء تحريم المصافحة نجد أنها لا تتضمن تحريمًا أو نهيًا” اهـ.
وختموا هذا المنشور بقولهم: “وما يصدق على المصافحة يصدق على القبلة” اهـ.
الرد: روى ابن حبان (صحيح ابن حبان، انظر “الإحسان” (7/41)) عن أُميمة بنت رُقَيْقَة، وإسحاق ابن راهويه بسند جيد عن أسماء بنت يزيد مرفوعًا أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إني لا أصافح النساء» قال الحافظ ابن حجر بعد إيراده للحديث (فتح الباري (13/204)): “وفي الحديث أن كلام الأجنبية مباح سماعه، وأن صوتها ليس بعورة، ومنع لمس بشرة الأجنبية بلا ضرورة” اهـ.
وحزب التحرير بعد تجويزه تقبيل المرأة بشهوة واعتبار ذلك حلالا يزعم أن المشي بقصد الزنى والفجور لا يحرم، ذكروا هذا القول في مناشيرهم التي نشروها في طرابلس-لبنان منذ أكثر من خمس وعشرين سنة تقريبًا أنه لا يحرم المشي بقصد الزنى بامرأة أو الفجور بغلام، وإنما المعصية في التطبيق بالفعل، وهذا على خبثه لا يستغرب صدوره عنهم بعدما وثقوا استباحتهم القبلة بشهوة بين الرجل والمرأة والعياذ بالله.
وفي هذا الكلام مخالفة للإجماع وللحديث: “كُتب على ابن آدمَ نَصِيبَه من الزنى مُدرِكٌ ذلك لا محالةَ، فالعينان زِناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا» رواه البخاري ومسلم وغيرهما (صحيح البخاري: كتاب الاستئذان: باب زنا الجوارح دون الفرج، وصحيح مسلم: كتاب القدر باب قدر على ابن ءادم حظه من الزنى وغيره).
وقد ذكر النووي في شرحه على مسلم (شرح صحيح مسلم (16/206)) كون المشي للزنى حرامًا، واللمس حرامًا بدليل الحديث المذكور.
فعلم مما تقدم ان حزب التحرير الذي يقول بهذه المفاسد قد خرق إجماع المسلمين وما اتفقوا عليه، فهو بذلك منفي من بين أهل السنة والجماعة، حزب جامع للمفاسد، ومنها في العقائد يخالف في مسألة القضاء والقدر ويسفّه أهل السنة والجماعة ويستهزئ بهم، يعتبر أن الشر لا يخلقه الله، وهذا ضلال مبين، قال الله تعالى: “قل أعوذ بربّ الفلق من شر ما خلق” فالله أثبت لنفسه في هذه الآية أنه خالق للشر كما أنه خالق للخير، وإلا فما معنى إرشاده تعالى عباده إلى الاستعاذة به لولا أنه هو سبحانه خالق الشر والقادر على صرفه،