في بيان حال ابن كثير صاحب كتاب في التفسير فيه خبائث توفي سنة 774 للهجرة، وليس هو ابن كثير المكيّ أحد القراء السبعة المشهورين توفي سنة 120 رضي الله عنه.
ابن كثير المشهور بتفسيره حاول فيه تدليس آراء شيخه ابن تيمية (ت 728 هـ.) من خلال رواية المتشابهات وأن يروّج من خلال كتابه أفكار شيخه ومدرسته في تشبيه الله بخلقه كما اورد في تفسيره لسورة غافر شيئا مرويا عن محمد بن اسحق فيه ما لا يليق ويقول فيه هذا المدلس ابن كثير “وإسناده جيد” وهذا يظهر انفتانه بشيخه المجسم. على ان هذا محمد بن اسحق الذي يحسن ابن كثير حديثه كان في زمن الامام مالك قال فيه دجال من الدجاجلة، وهذا من اشد الطعن لدى اهل العلم بالحديث. ولا يعتمد مثله في العقيدة الا المشبهة.
وفي ترجمة ابن كثير من الدرر الكامنة قال الحافظ ابن حجر فيه: “أخذ عن ابن تيمية ففتن بحبه وامتحن بسببه”، فانظر إلى قول الحافظ ابن حجر إن ابن كثير كان مفتوناً بحبّ ابن تيمية، فهو وإن كان مضاداً لابن تيمية في مسائل التبرك بالنبيّ صلى الله عليه وسلم وأمور أخرى، إلا انه اتبعه في بعض شواذه التي خالف فيها إجماع المسلمين ولا سيما في الكلام في أصل الدين والعقيدة، ونبّه على ذلك الشيخ المحدث عبدالله الغماري رحمه الله في كتابه “بدع التفاسير“.
وبلغ ابن كثير الشأو البعيد في اتباع شيخه ابن تيمية حتى قال له ابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية الأشهر وظله في ضلاله، في منازعة في تدريس الناس في ما حكاه ابن حجر في الدرر كذلك، بعد أن قال ابن كثير لابن القيم: “أنت تكرهني لأنني أشعري”، فردّ عليه ابن القيم مكذباً له وهو يعرف شذوذه: “لو كان من رأسك إلى قدمك شعر، ما صدّقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية”، وصدق في هذه ابن القيم، من أين يكون ابن كثير سنيا أشعريا وشيخه ابن تيمية الضال.
ومن جملة ما في تفسير ابن كثير من الخبائث ما ذكره في تفسير سورة الإخلاص حيث قال (وهو اي ابن كثير كاذب): وقال عبد الله بن بريدة (عن الله على زعمه) أيضاً: الصمد نور يتلألأ. انتهى
وهذا الكلام ضلال لأنه تشبيه لله بخلقه.
الله النور معناه الهادي للمؤمنين من إنس وجن وملائكة.
الله ليس ضوءاً يتلألأ والعياذ بالله.
وهذه وأمثالها في روايات وطريقة التفسير التي اتبعها ابن كثير في كتابه تنبئ عن تتبع المتشابهات بما يؤكد كلام الحافظ ابن حجر في انفتان ابن كثير بشيخه المشبه الضال ابن تيمية الحراني، وهو ما شهد عليه به أقرانه أمثال ابن القيم أنهم على طريقة واحدة في الاعتقاد وإن يكن ابن كثير خالفهم في التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وما أشبه ذلك من مسائل