من شروح علم التوحيد

Arabic Text By Jul 02, 2014

من شروح علم التوحيد

قال الفقيه المالكي أبو بكر ابن العربي الأشعري (توفي سنة 543 هـ.) في شرحه على جامع الترمذي (ج2، ص235 و236) ما نصه: “والذي يجب أن يُعتقد في ذلك أن الله كان (أي في الأزل) ولا شيء معه، ثم خلق المخلوقات من العرش إلى الفرش، فلم يتعيّن بها ولا حدث له جهة منها، ولا كان له مكان فيها، فإنه لا يحول ولا يزول، قدّوس لا يتغيّر ولا يستحيل (أي لا يتغير من وصف إلى آخر، لأن صفات الله كلها صفات كمال أزلاً وأبداً)”.

ثم قال رحمه الله: “وللاستواء في كلام العرب خمسة عشر معنى ما بين حقيقة ومجاز، منها ما يجوز على الله فيكون معنى الآية (كالقهر والحفظ يليقان بالله في تفسير آية “الرحمن على العرش استوى”)، ومنها ما لا يجوز على الله بحال. وهو (أي ما لا يجوز على الله) إذا كان الاستواء بمعنى التمكّن (أي في مكان) أو الاستقرار (أي الجلوس) أو الاتصال (بالجسّ والمماسة وهو ضلال كذلك) أو المحاذاة (بمعنى أن يكون فوق العرش بالمسافة والمساحة وهو كفر أيضاً نص عليه الزبيدي في شرح الإحياء)، فإنّ شيئا من ذلك لا يجوز على البارئ تعالى ولا يُضربُ له الأمثال في المخلوقات. اهـ. وكلامه حق ومن ناقضه لا يعرف الله تعالى.

قال الله تعالى: “فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ” (النحل، 74).

وقال الإمام الطحاوي رحمه الله وهو من أئمة السلف حاكياً إجماعهم في المعتقد على طريقة أهل السنة والجماعة: “ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر،


قال في لسان العرب: الفرش الفضاء الواسع من الارض