مِن شَرطِ إزالةِ المنكَر أن لا يؤدّيَ هذا الإنكار إلى مُنكَرٍ أعظمَ مِن هذا المنكر

Arabic Text By Jul 02, 2014


قال شيخنا عبدالله بن محمد الهرري رحمه الله:

إذا شَخصٌ سمِعَ مِن شَخصٍ كُفرًا وهو يَظُنُّ أنّه يَرجِع إن كلَّمَه ولم يَفعَل، فهذا ذَنبُه كبيرٌ جِدّا لكن لا نقولُ كفَر.

ثم مِن شَرطِ إزالةِ المنكَر أن لا يؤدّيَ هذا الإنكار إلى مُنكَرٍ أعظمَ مِن هذا المنكر، فإن كانَ يؤدّي إنكارُ هذه المعصيةِ على الشَّخص إلى منكَر أعظَم فلا يجُوز تكليمُ هذا الإنسان.

مثَلا إذا رأينا رجُلا يعمَل مُنكَرًا مِنَ المنكَرات وكان هذا الإنسانُ بحيثُ لو كلَّمناه وقلنا له هذا حَرامٌ يَكفُر يقولُ أنا لا أؤمن بالحلالِ والحرَام، هنا تَكليمُه بعدَ هذا الاعتقادِ يكونُ كأنّ هذا الإنسانَ هوَ نَفسُه كفَر (يكفر لأنه كمن يستدعي الكفر من غيره).

لم (اي لماذا) يُكَلِّمُه وقَد اعتقَد أنّه إن كلَّمَه يَكفُر (اي لا يكلمه). لا يجبُ إنكارُ المنكَر (اي بلسانه، لكن يكره بقلبه فقط) إن كانَ يؤدّي هذا الإنكار إلى منكَر أعظَم، إلى معصيةٍ أعظَمَ مِن هذه المعصيَة، لأنّ بعضَ الناسِ عِناديّون.

مثَلا رأَينا شَخصًا يَشرَب الخمر فعَرفنا مِن حَالِه أنّه إن قلنا لهُ اترُك الخَمرةَ أنّه يقولُ: أيّ بَأس بها ليسَ حَرامًا؛ هنا لا يجُوز لنا أن نكَلّمَه، لنا عُذرٌ في سكُوتِنا. والله سبحانه وتعالى أعلم

حفظ الله من كتبه ونشره، آمين