في رمضان هذا الشهر الكريم المبارك، تكثر الزيارات بين الأهل والأصدقاء في ولائم الإفطار وموائد السحور، ومن الواجب فيه وفي غيره ستر العورات عن أعين الأجانب، ولا سيما حين تقوم المرأة على خدمة الضيوف ويكون بينهم من هم من أصدقاء زوجها أو أصدقاء إخوتها الشبان، فتنبه المرأة برفق وحكمة إلى ستر ذراعيها فوق الكف الى المرفقين فهما عورة يجب سترهما ولا تصح الصلاة مع ظهور شيء منهما.
باستثناء الوجه والكفين، هذان فقط يجوز لها كشفهما في الصلاة وأمام الرجال الأجانب خلا زوجها ومحارمها كأخيها وعمها وخالها، فالمطلوب التنبه إلى ذلك لأنه واجب شرعي فلا تبدي شيئاً من جسمها أمام الناس سوى الوجه والكفين.
وفي موطأ الإمام مالك رضي الله عنه: سُئِلَ مَالِكٌ هَلْ تَأْكُلُ الْمَرْأَةُ مَعَ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا أَوْ مَعَ غُلاَمِهَا، فَقَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بِذَلِكَ بَأْسٌ إِذَا كَانَ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ مَا يُعْرَفُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَأْكُلَ مَعَهُ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ (أي مالك) وَقَدْ تَأْكُلُ الْمَرْأَةُ مَعَ زَوْجِهَا وَمَعَ غَيْرِهِ مِمَّنْ يُؤَاكِلُهُ، أَوْ مَعَ أَخِيهَا عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ (أي من يؤاكله أخوها أي يأكل معه في مجلس واحد)، وَيُكْرَهُ (أي حرام) لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَخْلُوَ مَعَ الرَّجُلِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا حُرْمَةٌ (أما المحارم كالأخ والعم والخال فلا تحرم الخلوة معه، أي تكون معه في غرفة واحدة لا ثالث بينهما). انتهى
قال أبو الوليد الباجي في شرحه على الموطأ: “يقتضي (كلام مالك) أن نظر الرجل إلى وجه المرأة وكفيها مباح لأن ذلك يبدو منها عند مؤاكلتها”، ومراد الباجي النظر بلا شهوة، وإلا فهو مع الشهوة حرام