من أشد الشبه التي يموه بها المجسمة أتباع ابن تيمية، قولهم إنه يلزم من نفي التحيّز في المكان عن الله نفي وجوده تعالى، وكلامهم فاسد لأنه قياس للخالق بالمخلوق، وهو تشبيه لله بخلقه.
المخلوق له مكان، أما الله فلا مكان له، ولا يقال في كل مكان.
ثم يضلون ضلالة اخرى، يقولون جهة فوق هي اللائقة بالله، يجعلون الله متشرفا بشيء من مخلوقاته، فجهة فوق وجهة تحت وأمام وخلف ويمين وشمال كل هذه خلق الله.
الله لا يليق أن نقول إنه يتشرف بكونه في جهة فوق، ولا بكونه في جهة اخرى. ضلال من جعل الله متشرفا بشيء من خلقه.
نقول كل الجهات الله منزه عنها ولا يجوز ان يحل فيها.
ثم يقال لهم: ليس من شرط الوجود التحيز في المكان، لأن الله كان موجودا قبل المكان والزمان وقبل الجهات والأجرام الكثيفة واللطيفة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كان الله ولم يكن شيء غيره”، فأفهمنا ان الله تعالى كان قبل المكان وقبل الزمان وقبل النور والظلام وقبل الجهات الست.
فإذا صح وجود الله قبل هؤلاء وقبل كل مخلوق، صحَّ وجوده تعالى بلا تحيز في جهة ولا مكان بعد أن خلق الجهة والمكان.
وهذا الحديث الذي رواه البخاري وغيره تفسيرٌ لقول الله تعالى “هُوَ الأوَّلُ” (الحديد، 3) فقد وصف ربنا نفسه بالأوّلية المطلقة، الأزلية المطلقة، فلا أول على الاطلاق إلا الله، أما أوّلية بعض المخلوقات بالنسبة لبعض فهي أوّليه نسبيّة.
وقال الامام الطحاوي يحكي اجماع السلف اهل السنة والجماعة: لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات (بفتح الدال اي المخلوقات).
انشروه فهو من نفيس كلام أئمة أهل السنة والجماعة، جعل الله كاتبه وناشره ومن يعلمه الناس من اهل الجنة وعافانا دينا ودنيا وآخرة، آمين