الكريم إن أطلق على رمضان فهو جائز لا بأس فيه

Arabic Text By Jun 30, 2014


اقترب رمضان الشهر الكريم المبارك، ولكن للأسف تطالعنا قبل بدايته فتاوى لبعض المتعنتين بأنه من المحرمات أن يقول الإنسان “رمضان كريم”، يردّون بجهلهم قولاً تعارف عليه المسلمون بلا نكير.

وأي جهل هذا، فكريم تقال بمعنى مكرّم كما يقال عظيم بمعنى معظّم، ومن هذا الجاهل الذي يظن أن رمضان يحمل كيساً فيه أموال وذهب يوزعها على الناس!!، ولكن بما أن رمضان له مكرمة وكرامة وفضل وشأن عند الله ولولا ذلك ما أوجب الله صيامه واستحبّ قيامه، فقد كرُم على سائر الشهور، معناه فضله الله على سائر الشهور لأنه شهر المغفرة والرضوان، ولذلك سمّاه المسلمون كريماً، كما قال الله تعالى حكاية عن بلقيس حين أرسل إليها نبي الله سليمان كتابه يدعوها إلى الإسلام: “قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ” (النمل، 29) بمعنى أن ما في الكتاب شيء حسن له شأن وكرامة وهو أنه يدعوها سليمان فيه إلى شيء كريم وهو شهادة التوحيد، فكذلك رمضان له شأن كريم، وليس معنى الكريم المعطاء فقط.

ثم ماذا يفعلون بحديث البخاري: “الكرِيمُ ابْنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الَكريمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمِ السَّلاَمُ”، هل معنى ذلك أن كل واحد من هؤلاء الأنبياء كان يحمل شيئاً فيه مال يوزع على الناس الهدايا والأعطيات؟!! أم معناه أن كل واحد منهم كريم مكرّم عند الله ولذلك استحقوا هذا المدح البالغ.

الخلاصة أن الكريم إن أطلق على رمضان فهو جائز لا بأس فيه، وأن من منع من ذلك فلا عبرة بهم أحلوا أم حرموا لأنه لا يعبأ بهم في ميزان أهل السنة والجماعة،