الله عصم من الكفر والشرك فاطمة وعليّا والحسن والحسين وعائشة وضرائرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

Arabic Text By Jun 30, 2014


جمال الاستغفار وفضل أم المؤمنين عائشة وسائر ازواج النبي صلى الله عليه وسلم؛

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله فيغفِرُ لهم، رواه الإمام أحمد في مسنده.

الحديث معناه أنّ الله يُحبّ من عبده أن يستغفرَ الله عند وقوعه في الخطيئة. وليس معنى الحديث أنّ الله يُحِبُ من عبده الوقوع في الخطيئة. الله لا يحب من عباده الوقوع في المعاصي.

وورد عنه صلى الله عليه وسلم: كلّ ابنِ آدم خطاء وخيرُ الخطائين التوّابون. رواه الترمذي في سننه. وكل تأتي لمعنى اﻷغلب.

وليعلم انه ليس معنى ان يكون فلان من البشر وليا، وكل الاولياء دون الانبياء مرتبة، انه لا يخطئ ولا يعصي الله.

الملائكة لما جاؤوا يُبشرون رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بأنّ امرأته سارة سَتلِدُ له إسحاق، تعَجّبت سارة كيف ستلد وهي عجوز وبَعلها إبراهيم رَجُلٌ كبير. ولقد أخبر الله تعالى في القرآن الكريم بما جرى.

قال تعالى: “قالت يا ويْلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا، إنّ هذا لشيءٌ عجيب. قالوا أتعجبين مِنْ أمر الله، رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد” (سورة هود، 72-73).

الآية فيها دليلٌ على أن امرأة الرّجل من أهل بيته، وهذا دليل على أنّ عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وهي داخلة في قول الله تعالى: “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويُطهّرَكم تطهيرا” (سورة الأحزاب، 33).

الرّجس الوارد ذِكرُهُ هنا هو الشرك والكفر فقط وليس غير ذلك.

الآية تعني أنّ الله عصم من الكفر والشرك فاطمة وعليّا والحسن والحسين وعائشة وضرائرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

وليس معنى الآية أنّ الله عصم هؤلاء من الخطأ بالاطلاق، إذ لو كانت الآية تعني أنهم معصومون من الخطأ لكانت عائشة هي الأخرى معصومة أيضا من الخطأ لكونها من أهل البيت.

ومحال أنْ تكون عائشة وسائر من ذكرنا معصومين من كل خطأ، وذلك خلاف الحديث الثابت “ما منكم من أحد إﻻ يؤخذ من قوله ويترك غير رسول الله”، رواه الحافظ الهيثمي.

وهذا معناه أن كل شخص لا بد أن يخطئ مهما كانت درجته عالية في الولاية اﻻ اﻷنبياء.

ولا شك في أنّ عائشة وسائر أزواج النبيّ اللاتي فزن بعشرته صلى الله عليه وسلم مَعنيّات بالخطاب الوارد في الآية المذكورة وإلا لانتفت البلاغة عن القرآن.

يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: “يا نساء النبيّ لسْتنّ كأحدٍ من النساء إنِ اتقيْتنّ فلا تخضعْنَ بالقول فيَطمع الذي في قلبه مرض وقلنَ قولا معروفا وقرْنَ في بُيُوتِكنّ ولا تبرّجْنَ تبَرّجَ الجاهلية الأولى وأقمْنَ الصلاة وآتيِنَ الزكاة وأطِعْنَ الله ورسوله، إنما يريد الله لِيُذهبَ عنكم الرّجس أهل البيت ويُطهّرَكم تطهيرا واذكرنَ ما يتلى في بُيُوتِكنّ من آيات الله والحكمة، إنّ الله كان لطيف خبيرا”.

ثم إنّ عائشة بنت أبي بكر الصّديق هي أمّ المؤمنين وذلك لقول الله تعالى: “النبيّ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم” (الأحزاب، 6)،

ولم يستثنِ الله تعالى عائشة فلا يجوز لأحدٍ من العالمين أن يستثنيها.

لا نقول بأنّ نساء الرسول معصومات من جميع المعاصي صغائرها وكبائرها.

هذه الآية تعني أنّ نساء الرسول معصومات من الكفر والشرك، وذلك بعصمة الله تعالى لهُنّ، ومثلهُنّ في ذلك فاطمة وعليّ والحسن والحسين وهؤلاء أولياء وليسوا أنبياء، رضي الله عنهم