قال شيخنا عبدالله بن محمد الهرري رحمه الله:
بالنّسبَة للخَمر لما نزلَت الآيةُ الأولى قالَ عُمَر (رضي الله عنه): “اللّهمّ بَيّن لنا في الخَمر بَيَانًا شَافيًا”، ثم لما نَزلَت الآيةُ الثّانيَةُ قالَ عمرُ: “اللّهُمّ بَيّن لنا في الخَمر بَيَانًا شَافيًا”. كانَت هَاتانِ الآيتَانِ تَقديمًا للتّحريم ليسَ تَحريمًا، أي كانَ في هذَا الوقتِ لو شَربوا ما عليهم ذَنب، لكن المعنى كُونُوا مُستَعِدّينَ لتَركِها فإنّها في طَرِيق التّحريم. ثم نزَلَت الثّالثَةُ التي فيها “فاجْتَنِبُوه” مع قولِه (تعالى) “فهَلْ أَنتُم مُنتَهُون”، فقال عمرُ: “انتَهَينا انتَهَيْنا”، (معناه أنه فهم تحريم الخمر وهو إجماع أهل الإسلام معلوم من الدين ضرورة تحريم الخمر كثيره وقليله بنص الحديث رواه أبو داود وغيره. أما أثر عمر “انتهينا انتهينا” فرواه الحافظ النسائي بفتح النون نسبة إلى نسا مدينة بخراسان)؛ قال شيخنا رحمه الله: فكانَ ذلكَ هوَ التّحريم، وأمّا الآيتان الأُوْلَيان فهُما تَقديمٌ للتّحْريم