الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
من معاصي البدن التي لا تلزمُ جارحة من الجوارح بخصوصها عقوق الوالدين قال بعض الشافعية في ضبطه” هو ما يتأذى به الوالدان أو أحدُهما تأذيا ليس بالهين في العُرْف.
قال تعالى : وَقضى رَبّكَ ألّا تعْبدوا إلّآ إيّاه وبالوالدَيْن إحْسانا إمّا يَبْلُغنّ عِندَكَ الكِبَرَ أحَدُهُمآ أوْ كِلاهُما فلا تقل لهُمآ أفٍّ ولا تنهَرْهما وقل لهما قولاً كريما. سورة الإسراء(23)
ومن معاصي البدن قطيعة الرّحِمِ وهي من الكبائر بالإجماع.
قال الله تعالى: واتقوا اللهَ الّذي تسآءَلونَ به والأرحام سورة النساء (1)
أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها وتحصلُ القطيعة بإيحاش قلوب الأرحام وتنفيرها إمّا بترك الإحسان بالمال في حالِ الحاجة النّازلة بهم بلا عذر أو ترْكِ الزيارة بلا عذر كذلك.
والعذرُ كأن يفقِد ما كان يصِلهم به منَ المال أو يَجدَه لكنه يَحتاجه لِما هوَ أولى بصرفه مِنهُم.
والمُراد بالرّحم الأقارب كالعمّات والخالاتِ وأولادِهن والأخوال والأعمام وأولادهم.
قال رسول الله : ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئ ولكن الواصِلُ مَنْ وصَلَ رَحِمَه إذا قطعت. ففي هذا الحديث إيذانٌ بأن صلة رحِمَه التي لا تصِلُه أفضلُ من صِلتِه رحِمَه التي تصِله لأن ذلك من
حُسْن الخلق الذي حضّ الشّرع عليه حَضّا بالغا وهذا الحديث رواه البخاري(باب ليس الواصل بالمكافئ) والترمذي (باب ما جاء في صلة الرّحِم