الله فرض على عباده أن يتناصحوا
قال شيخنا رحمه الله
124-الحمدُ للهِ ربّ العالمين لهُ النّعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات الله البرّ الرَّحيم والملائكة المقرّبين على سيّدنا محمَّد أشرف المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيّين والمرسلين أمّا بعد
فإن الله تبارك وتَعالى فرضَ على عباده أن يتَناصَحوا أي لا يَغُشَّ بعضهُم بعضًا، فالغَشُّ محرَّمٌ سواءٌ كانَ في أمُور المعامَلات أي البَيع والشّراء ونَحوها وفي أمورِ التَّحليلِ والتَّحريم،
فكثيرٌ مِن النَّاس الذينَ يتّسِمُون بزِيِّ العِلم والمَشْيَخَة يَغُشُّونَ النَّاس، يُحلّلُونَ ما حرّمَ اللهُ ويُحرّمونَ ما أحلَّ اللهُ لأنّه ليسَ عندَهم تقوى تمنَعُهم عن الغَشِّ، عن تَحريم ما أحلَّ الله وتحليلِ ما حرَّمَ الله،.
التّقوى هيَ التي تَحجِزُ الإنْسانَ عن الكذِب والغَشّ ومعصيةِ اللهِ بسَائِر أنواعِها، التّقوى هيَ الحَاجِزُ بينَ الإِنسانِ وبينَ مَعاصي “وبينَ” الغَشِّ،
فما يقُولُه بعض النَّاس الذين يَدّعُونَ العِلم أن الذي يَستخِفّ بالله تَعالى في حالِ الغَضب لا يكفر هؤلاء غَشُّوا النَّاسَ،
الإِنسانُ عليهِ أن يُعَظّم الله تَعالى في كلِّ أحوالِه، في حالِ غضَبِه وفي حالِ رضاه وفي حالِ المزح، في جميعِ الأحوال عليهِ أن يُراقِبَ الله
ومِن جُملَة غَشّهم قولُهُم بأنّ الإِنسانَ إذا سبَّ اللهَ في حالِ الغَضب لا يكفر، حتّى إنّه بلَغني عن رجُل هو قَاض في طرابلس أنّه قال لإنسانٍ في شأنِ طِفلٍ قالَ يا ابنَ الله، قالَ لهُ واحِدٌ مِن أهالي طرابُلس هذَا كُفر فقال ذلكَ القاضي لا ليسَ كفرا، هو لا يَنوي هذَا الكلامَ إنّما قالَهُ فَقط، هؤلاء عندَهم قاعدةٌ حَرّفوا بها دِينَ الله وهيَ أنّ الذي يتَكلّم بكلمةِ الكفر ولا يَنوي معناها لا يَكفر، هذَا القولُ تَحريف لدِينِ اللهِ تَعالى،