فضل الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم

Arabic Text By Aug 05, 2013


بسم الله الرحمن الرحيم

فضل الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم

رَوى أحْمَدُ أَنَّ زَيْدَ بنَ سَهْلٍ الأَنْصَارِيَّ قالَ دَخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَسارِيرُ وَجْهِهِ تَبْرُقُ فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُكَ بِأَطْيَبَ نَفْسًا وَلا أَظْهَرَ بِشْرًا مِنْ يَوْمِكَ قَال “وَمَا لي لا تَطِيبُ نَفْسِي وَيَظْهَرُ بِشْرِي أَتَاني ءاتٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلاةً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ” قَوْلُهُ “صَلاةً” أَيْ طَلَبَ لَكَ مِنَ اللهِ دَوَامَ التَّشْرِيفِ وَمَزِيدَ التَّعْظِيمِ، وَقَوْلُهُ “مِنْ عِنْدِ رَبِّي” هِيَ عِنْدَيَّة التَّشْرِيفِ لأَنَّ الْمَلائِكَةَ يَسْكُنُونَ السَّمَاءَ وَالسَّمَاءُ لا يُعْصَى اللهُ فيها فَهِيَ مُشَرَّفَةٌ عِنْدَهُ، وَلَيْسَ مَعْنَاهَا أَنَّ اللهَ لَهُ مَكَانٌ تَأتي الْمَلائِكَةُ مِنْهُ،

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلى عِنْدِيَّةِ التَّشْرِيفِ مَا جَاءَ في الْقُرْءانِ الْكَريمِ عَنْ ءاسيةَ أَنَّها قَالَت “رَبِّ ابْنِ لي عِنْدَكَ بَيْتًا في الْجَنَّةِ” أَيْ في الْمَكَانِ الْمُشَرَّفِ عِنْدَكَ وَهُوَ الْجَنَّةُ دَارُ السَّلامِ، فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَوْجُودٌ بِلا مَكَانٍ وَلا جِهَةٍ،

وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ “كَتَبَ اللهُ لَهُ” أَيْ كَتَبَ الْمَلَكُ في صَحِيفَتِهِ، وَإِضَافَةُ الْكِتَابَةِ لِلذَّاتِ الْمُقَدَّسِ لِلتَّشْرِيفِ، إِذِ الْكَاتِبُ الْمَلَكُ بِأمْرِ اللهِ،

وَقَوْلُهُ “عَشْرَ حَسَنَاتٍ” أَيْ يُضَاعَفُ ثَوَابُهَا إِلى عشر إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إلى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ لأَنَّ الصَّلاةَ لَيْسَتْ حَسَنَةً وَاحِدَةً بَلْ حَسَنَاتٌ،

وَقَوْلُهُ “وَمَحَا” أَيْ أَزَالَ مِنْ صُحُفِ الْحَفَظَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ مَا يَعْمَلُ الإنْسانُ.

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ قَضَى اللهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ ثَلاثِينَ في الدُّنْيا وَسَبْعِينَ في الآخِرَةِ” رَواهُ الْحَافِظُ السَّخَاوِيُّ.

وَمِنَ الْفَوَائِدِ الْعَظِيمَةِ أَنَّ مَنْ حَافَظَ عَلى صِيغَةٍ في الصَّلاةِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَهَا في الْيَومِ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ رُؤيَتِهِ صلى الله عليه وسلم في المنامِ، وَقَدْ وَرَدَتْ هذهِ الصِّيغةُ في الحديثِ وهي “اللهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَأزْواجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤمنينَ وَذُرِّيَتِهِ وأَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلى ءالِ إِبْرَاهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ“. وَقَدْ جَرَّبَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمينَ ذَلِكَ وَحَظَوْا بِرؤيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلَّم في الْمَنَامِ. وَقَدْ روى الْبَيْهَقِيُّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قال “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْري سَمِعْتُهُ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا أُبْلِغْتُهُ“. مَعْنَاهُ أَنَّهُ تُوجَدُ مَلائِكَةٌ مُوَكَّلُونَ بِنَقْلِ الصَّلاةِ والسَّلامِ على الرَّسُولِ إِلَيْهِ فَيَبْلُغُهُ ذَلِكَ.

وَأَفْضَلُ صِيغَةٍ في الصَّلاةِ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هي الصَّلاةُ الإبْرَاهِيمِيَّةُ الَّتي عَلَّمَها الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لِلصَّحابَةِ، فَقَدْ ثَبَتَ في الْحَديثِ أنَّهُ قيلَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله فقالَ قُولُوا “اللهُمَّ صلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءالِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلى إِبْرَاهيمَ وعلى ءالِ إِبْرَاهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللهُمَّ بَارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وعلى ءالِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهيمَ وعلى ءالِ إبْرَاهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجيدٌ“. وَقَدْ ذُكِرَ إِبْرَاهيمُ في هذِهِ الصَّلاةِ لأَنَّهُ أَفْضَلُ نَبِيٍّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ وَكَانَ قَبْلَهُ فإِنَّ أَفْضَلَ الأَنْبِياءِ خَمْسَةٌ مُحَمَّدٌ ثُمَّ إِبْرَاهيمُ ثُمَّ مُوسى ثُمَّ عيسى ثُمَّ نُوحٌ. وَمَعْنَى قَوْلِنَا إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ أَنَّهُ بَلَغَ الْغَايَةَ بَعْدَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ في الانْقِطَاعِ إِلى اللهِ بِالْعِبَادَةِ.ومَقام الخُلّة هذا لم يصلْ إليهِ إلاّ سيّدُنا محمّد وسيّدُنا إبراهيم عليهما السّلام.

وقَد ورد في الحديث:مَن صَلّى عَليَّ في يَومِ الجمُعةِ مائةَ مَرّةٍ غُفِرَت لهُ ذُنوبُ ثمانينَ سَنةً.معناه بتَقديرِ لَو عاشَ إلى ذلك العمُر لو لم يَعِشْه.


روى الحافظ السخاوي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَن صَلّى عَليّ عَصْرَ يومِ الجمُعَة ثمَانِينَ مَرّةً غَفَرَ اللهُ لهُ ذُنُوبَ ثمَانِينَ عَامًا .”

والصيغة هي:

اللهُمّ صَلِّ على محمّدٍ عَبدِكَ ونَبِيّكَ النبيِّ الأُمّيِّ وعلى ءالهِ وسلِّم.

ونم على وضُوء وأنت تصَلّي على رسول الله، ومن رآه في منامِه كانَ لهُ البُشرَى بالوفاةِ على الإيمان.


سئل شيخُنا رحمَه الله أيّ صِيغةٍ نَعتمِدُ للصّلاةِ على النبي يومَ الجمُعة بعدَ العصر ثمانِينَ مَرّة،

وهل يُشتَرط بعدَ صَلاةِ العَصر قَبلَ أن يَقُومَ مِن مَقامِه.

ففي كتابِ القولِ البديع للسّخاوي وعند الدّارقطني مَرفُوعًا بلفظِ:مَن صَلّى عَليَّ يَومَ الجُمعةِ ثمَانينَ مَرّةً غَفَرَ اللهُ لهُ ذنُوبَ ثمانينَ سنةً،قيلَ يا رسولَ اللهِ كيفَ الصّلاةُ عَليكَ،قالَ تَقُولُ اللهُمّ صَلّ على محمّدٍ عبدِك ونبِيِّكَ ورسُولِك النبيّ الأمّيِّ، وتَعقِدُ مَرّةً واحِدة”ولكن لم يَذكُر بعدَ العَصر.

وفي لفظٍ عندَ ابنِ بَشكَوال مِن حديث أبي هريرة”مَن صَلّى صَلاةَ العَصرِ مِن يومِ الجمُعة فقال قبلَ أن يَقومَ مِن مَكانِه اللهُمّ صَلّ على محمّدٍ النبيّ الأمّيِّ وعَلى ءالهِ وسلِّم تَسليمًا ثمانينَ مَرّةً غُفِرت لهُ ذُنوبُ ثمَانينَ عَامًا وكُتِبَت لهُ عِبادَةُ ثمانينَ سَنةً“.

وعن سَهلِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:مَن قالَ في يَومِ الجمُعةِ بعدَ العَصرِ اللهُمّ صَلّ على محمّدٍ النبيّ الأمّيِّ وعلى ءالِه وسلِّمْ ثمَانينَ مَرّةً غُفِرتْ لهُ ذُنوبُ ثمَانينَ عَامًا “أخرجه ابنُ بَشكَوال.

فقال شيخنا رحمه الله رحمة واسعة:الروايةُ الأخِيرَةُ لا بأسَ بها،

ولا يُشترط بعد العصر.