من أثبت لله تعالى الحد أي المساحة والجهة والمكان، فهو كافر لا تؤكل ذبيحته

Arabic Text By Aug 05, 2013

من أثبت لله تعالى الحد أي المساحة والجهة والمكان، فهو كافر لا تؤكل ذبيحته


الحمدلله تعالى

روى البخاري ومسلم واللفظ له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي”.

وهذا الحديث يدلّ على أن الله تعالى ليس فوق العرش بذاته لأن الله منزه عن المكان والجهة، ولأن فوق العرش كتاباً بنص الحديث وتنزه الله عن مشابهة شيء من خلقه سبحانه لأنه ليس كمثله شيء، قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري “والعندية هنا ليست مكانية”.

وفي كتابِ الوصية للإمام أبي حنيفة قال رضي الله عنه: “لقاءُ اللهِ تعالى لأهلِ الجنّة حقٌّ بلا كيفيةٍ ولا تشبيهٍ ولا جهة“.

وفي الوصية أيضاً قال: “نُقِرُّ بأنَّ اللهَ على العرشِ استوى من غيرِ أن يكونَ له حاجةٌ إليه واستقرار عليه، وهو الحافظُ للعرش وغيرِ العرش من غيرِ احتياج، فلو كان محتاجا لما قَدَرَ على إيجادِ العالم وتدبيرِه كالمخلوق، ولو كان محتاجاً إلى الجلوس والقرار فقبل خلقِ العرشِ أين كان الله تعالى“، يريد أن الله تعالى موجود بلا مكان كما بيّـنه رضي الله عنه في الفقه الأبسط حيث قال:” كانَ اللهُ ولا مكان، كانَ قبلَ أن يَخْلُقَ الخلق، كانَ ولم يكن أينٌ ولا خَلقٌ ولا شيء، وهو خالقُ كل شيء“، فسبحان الله تعالى.

وقال الإمام عبدالقاهر البغدادي (429 هـ.) في كتابه الناسخ والمنسوخ إن من أثبت لله تعالى الحد أي المساحة والجهة والمكان، فهو كافر لا تؤكل ذبيحته.

دعاكم بالعافية في الدين والدنيا ورؤية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لمن ينشرها،