وقل لمن قد كيف الكلام بالحرف والصوت معا سلاما
س:ما معنى البيت الذي في متن العقيدة الصلاحية عندما قال:
وقل لمن قد كيف الكلام بالحرف والصوت معا سلاما؟
جـــ:من قال بأن الله متكلم بالحرف والصوت انبِذ كلامه
هذه المسئلة فهمها على التحقيق أمر مهم وذلك يحتاج إلى بيان واسع. فالقرءان والتوراة والإنجيل والزبور وغيرها من الكتب السماوية يقال لها كلام الله لا بمعنى أن الله قرأ هذه الكتب بالحرف والصوت بل بمعنى أن هذه الكتب هي عبارة عن كلام الله الذي ليس بحرف ولا صوت فيطلق عليها بأنها كلام الله أي هي عبارة عن الكلام الذي ليس حرفا ولا صوتا الذي هو كلام واحد يوصف بالأمر والنهي والخبر والاستخبار والوعد والوعيد ليس بالحرف فإن الحرف يسبق بعضه بعضًا فهذه الكتب السماوية عبارة عن كلام الله ليست عين كلام الله. وفي القرءان الكريم دليل على أن القرءان بمعنى اللفظ المقروء شىء قرأه جبريل ليس الله قرأه على جبريل وذلك قوله تعالى إنه لقول رسول كريم هذا الرسول بإتفاق المفسرين هو جبريل فمعنى إنه لقول رسول كريم إن القرءان مقروء جبريل أي شىء قرأه جبريل هذا دليل واضح على أن القرءان بمعنى اللفظ المنزل ليس مقروءا لله وأما قوله تعالى فإذا قرأناه فاتبع قرءانه فمعناه اذا جمعناه لك في صدرك فاتبع قرءانه أي اعمل به وذلك أن الرسول كان عندما يقرأ عليه جبريل كان يحرك شفتيه حتى لا ينفلت منه شىء ثم الله أنزل عليه فأعلمه بأن الله تعالى يجعله حافظا للقرءان قال لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه معناه أنا ضامن لك أن تجمعه في صدرك ولا يُفلتَ عليك فإذا قرأناه أي جمعناه في صدرك فاتبع قرءانه أي اعمل به ليس معناه قرأناه بالحرف والصوت هذه المسئلة، ومسئلة التنزيه عن الجسمية والحجمية والحيز في المكان والجهة والحركة والسكون وكلِ صفات الخلق أهم مسائل العقيدة هاتان المسئلتان أهم مسائل العقيدة لأن معرفة الله لا تصح إلا على هذا الوجه لأن من اعتقد أن الله حجم كثيف كالإنسان أو حجم لطيف كالنور ما نزه الله عن مشابهة الخلق لأن الخلق جسم لطيف أو جسم كثيف وصفاتهما فمن اعتقد الله جسما لطيفا أو جسما كثيفا أو وصفه بصفة من صفات الخلق فهو لم يعرف الله ولا يكون عابدا لله إنما يعبد شيئا تخيله. التصوف هو العلم والعمل به كالخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وكثير غيرهم فإنهم جمعوا بين العلم والعمل أما من لم يتعلم ويعمل بعلمه فلا يكون صوفيا وان تصدر للناس باسم الصوفي فهو دجال ضال مضلّ ويدخل في العمل بالعلم ترك التعلق بالمستلذات والمستحسنات كما قال حارثة بن مالك رضي الله عنه ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي حارثة ذات يوم فقال كيف اصبحت يا حارثة فقال أصبحت مؤمنا حقا فقال الرسول انظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة قال عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني بعرش ربي بارزا وبأهل الجنة يتزاورون فيها وكأني بأهل النار يتعاوون فيها قال عرفت فالزم عبد نور الله الإيمان في قلبه معنى قول حارثة بن مالك رضي الله عنه عزفت نفسي عن الدنيا قطعت نفسي عن التعلق بالدنيا معناه لا التزم التنعم وقوله أسهرت ليلي وأظمأت نهاري أقوم جزءا من الليل أي أتهجد في قسم من الليل وأصوم النهار في وقت الحر صيام النفل ثم قال وكأني بعرش ربي بارزا وكأني بأهل الجنة يتزاورون فيها وكأني بأهل النار يتعاوون فيها معناه صرت من شدة اليقين كأني أرى العرش عيانا وكأني أرى أهل الجنة يتزاورون من شدة اليقين وكأني أرى أهل النار يتعذبون من شدة اليقين وقوله عليه السلام عرفت فالزم معناه اثبت على هذه الحال عبد نور الله الإيمان في قلبه. ثم الصوفية الذين جاءوا بعد الصحابة الحسن البصري ومحمد بن المنكدِر وخلق كثير كأويس القرني من التابعين وكثيرٍ ممن جاء بعدهم إلى عصر الجنيد رضي الله عنه كان هو سيدَ الصوفية في زمانه توفي قبل المائة الثالثة بقليل كان هو على هذا المذهب قال التصوف هو صفاء المعاملة ما أخذنا التصوف بالقال والقيل.
ثم حدث أناس في عصر الجنيد يدعون التصوف وهم منحرفون مخالفون للشريعة يتكلمون بكلمات كفر يوهمون الناس بأنها كلمات لأهل الخصوص منهم الحلاج هذا الحلاج الجنيد قال فيه لقد فتحت في الإسلام ثغرة لا يسدها إلا رأسك معناه أنت أدخلت في المسلمين شرا يضرهم معناه أنت ستقتل، بعد وفاة الجنيد بثماني سنوات قتل الحلاج قتله الخليفة العباسي المقتدر بالله رحمه الله وبما أنه كان له أتباع انفتنوا به نكل به الخليفة تنكيلا شديدا قطع يديه ورجليه ثم قتل وصلب وأحرقت جثته ثم ذر رماده بدجلة في بغداد فانكسرت فتنته لكن لم يزل أناس يقولون بمقالته إلى يومنا هذا بل زاد في هذا العصر منذ نحو مائة سنة زاد هؤلاء الذين يقال لهم الشاذلية اليشرطية يدعون التصوف وهم من أكفر خلق الله لأنهم اعتقدوا أن الله داخل في كل شخص ذكر أو أنثى بل في الحجر والجدران وغير ذلك يظهر منهم كلمات أن العالم هو الله حتى قال بعضهم لشخص معهم أنت الله وهذا الجدار الله والحمد لله حفظ الرفاعية ببركة أبي العلمين إمام الرفاعية أحمد بن عليّ الله حفظ أهل طريقته إلى يومنا هذا مما ابتلى به بعض الشاذلية والقادرية والنقشبندية.
سيدنا أحمد الرفاعي رضي الله عنه هو والشيخ عبد القادر الجيلاني أول من انشأ طريقة وكل الطرق انشئت بعد طريقة الشيخ أحمد الرفاعي والشيخ عبد القادر وكانا من أهل العراق وكان الأولياء من أهل عصرهما يقولون الشيخ أحمد أجل الأولياء قدرا أي درجة كان رضي الله عنه فقيها محدثا مفسرا كان شديد العناية بالعلم كان يدرس وهو شيخ الأولياء في عصره مرتين كل يوم قبل الظهر مرة وبعد الظهر مرة لأن الطريقة لا تصلح بلا علم أي بدون علم الدين الضروري لا يصلح إلى درجة الكمال لا يصل إلى درجة الكمال مهما اشتغل بالذكر وصيام النفل والخلوات لذلك كان يهتم بتعليم علم الدين الا يوم الخميس يوم الخميس كان يجلس للوعظ على كرسي حتى يراه الناس ويسمعوا كلامه كان يجتمع عنده في بعض الليالي مائةُ ألف نفس وكان هو يقوم بكفايتهم من المأكل والمشرب أما في سائر الليالي فكلَّ ليلة يكون عنده عشرون ألفَ نفس هو يقوم بكفايتهم وهذا الأمر لم يحصل لغيره من الأولياء وهو لم يكن من بيت مُلْكٍ إنما هذا مدد رباني.
س:ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: [اتقوا النار ولو بشق تمرة]؟
جــــــ: معناه جزء من التمرة ليس شرطا النصف النصف أو الربع او غير ذلك اذا تصدق بها على محتاج قد تكون سببا لعتقه من النار الشخص اذا عطش احيانا يجف لسانه فإذا أكل هذه التمرة قبل لسانه.
س:هل ورد في الحديث من غسل ميتا فليتوضأ؟
جـــ: ورد فليغتسل عند الشافعية والجمهور الغسل من غسل الميت سنة وعند الاوزاعي واجب.
س:معنى قوله تعالى {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}؟
جـــ: معناه لا يعترفون بوجود الله لفظا الا مع الاشراك يذكرون الله وهم في حالة إشراك وهم مشركون مثل الوهابية تذكر اسم الله ولا يعرفونه مشركون به لأنهم يعتقدون انه جسم قاعد فوق العرش.
س: ما معنى( بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت) ؟
جــــ: انت ابقيتنا إلى هذا الصباح وأنت أبلغتنا إلى هذا المساء وبك نحيا حياتنا بمشيئتك وإذا متنا فموتنا بمشيئتك.
س: ما معنى “وكلا فضلنا على العالمين”؟
جـــــ: العالمون المخلوقون الأنبياء أفضل خلق الله هم أفضل من الملائكة مع أن الأنبياء يأكلون ويشربون وينامون كل وقتهم يقضونه في العبادة أما الملائكة كل وقتهم عبادة لا يشغلهم أكل ولا شرب ولا غير ذلك مما يشغل البشر ومع ذلك الأنبياء أفضل لأن مخافة الله التي في قلوبهم أكبر من المخافة التي في قلوب غيرهم فإن قيل لماذا كانت الأنبياء أفضل من الملائكة والملائكة لا يعصون الله طرفة عين ولا يشغلون أوقاتهم بأكل وشرب ونحو ذلك فيقال الله يفضل من خلقه من يشاء على من يشاء لأنه لا ينتفع بطاعاتهم ولا ينضر بمعاصيهم.
س: هناك أصم وصماء يريدان الزواج فماذا يفعلان ؟
جـــ: بالإشارة إن لم يكن وليها مجبرا تشير له أنها تأذن له بتزويجها من فلان وأن كانت تعرف الكتابة تكتب له ذلك ثم الولي يقول بلسانه زوجتك فلانة ويشير بيده له بذلك ثم هو يشير برأسه انه قبل وشاهدان حاضران يسمعان.