يجوز أن يقال “يا رسول الله” بصيغة الخطاب ويكون فيه أجر وثواب
أولا: أخي التسليم التام يكون للشرع وليس للشيخ إلا في ما يوافق الشريعة لاحتمال الخطأ من الشيخ ولو كان أكبر الأولياء وفي حديث عمر رضي الله عنه قال أصابت امرأة وأخطأ عمر ، رواه الحافظ سعيد بن منصور في سننه.
ثانياً: يجوز أن يقال “يا رسول الله” بصيغة الخطاب ويكون فيه أجر وثواب، كما نقول في صلاتنا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فهذا خطاب وفيه ثواب بل لا تصح الصلاة من دونه، والرسول صلى الله عليه وسلم بعيد عنا آلاف الكيلومترات ومع ذلك الله تعالى يُسمعه سلام من سلم عليه وهو عليه الصلاة والسلام يردّ السلام بنص الحديث الشريف.
ويدل على استحباب قول “يا محمد” قول عبدالله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه عمر وقد خدرت رجله قيل له اذكر أحب الناس إليك فقال “يا محمد”، فعافاه الله تعالى، رواه البخاري في كتاب الأدب المفرد.. فمن جعل ذلك حراماً فهو خبيث ضال يريد تكفير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقض عرى الشريعة توصلاً إلى الطعن بالله ورسوله، ويكفي هؤلاء حديث البخاري في صحيحه “من نجد يطلع قرن الشيطان”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا عبرة بهؤلاء الوهابيين ولو قالوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا عبرة بهم لأنهم يعبدون غير الله، يعبدون جسماً يتخيلونه جالساً فوق العرش، وهذا ضلال وكفر مبين لأن الله لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء، وهو تعالى ليس جسماً، لأن الجسم يحتاج إلى من ركبه من أجزاء عدة، أما الله تعالى فلا يحتاج إلى شيء سبحانه هو خالق كل شيء، والجالس يحتاج إلى نصفين نصف أسفل ونصف أعلى، وهذه من علامات كونه مخلوقاً، أما الله تعالى فوصف نفسه قال تعالى: ليس كمثله شيء، صدق الله وكذبت الوهابية المجسمة المشبهة لله تعالى بخلقه والعياذ بالله تعالى.
أما قول يا شيخ فلان فجائز حلال على معنى الاستغاثة، والاستغاثة والنداء والاستعانة ليس كل ذلك بمجرده عبادة، لأن العبادة نهاية التذلل والخضوع والخشوع وهذا لا يصرفه المسلم إلا لله تعالى، فالمسلم لا يعبد إلا الله ولا يجوز الظن بمسلم أنه يعبد غير الله إن قال يا شيخ فلان، والدليل ما قد ثبت في الحديث الشريف أخرجه الحافظ البزار من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم شيء بأرض فلاة فليناد أعينوني يا عباد الله”، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله ثقات، ومن عمل بهذا الحديث الشريف كان له أجر وثواب، وفي الحديث دليل على جواز الاستعانة بمن لا يراهم الإنسان من عباد الله المكرمين من الملائكة وصالحي الجن والإنس، وقد يغيثونه من باب الكرامة لما لهم او لما له من الفضل أو بحسنة مثل برّ والديه، وليس في ذلك بأس كما يجوز للإنسان أن يستعين ببعض بني آدم إذا عثرت دابته أو انفلتت أو في غير ذلك مما أحل الله من أمور الدين أو الدنيا، وهذا مثل ذاك والله وحده الخالق البارئ المصور، وهو عز وجل قادر على كلّ شيء.
ثالثاً: دليل جواز الذكر الجماعي ما رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه جدّ إمام أهل السنة والجماعة أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال صلى الله عليه وسلم: اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً تدعون سميعاً بصيراً قريباً”، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على الصحابة رضي الله عنهم اجتماعهم على الذكر بدليل قول إبي موسى كنا إذا علونا كبرنا وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن أرشدهم إلى ما هو أحسن من التخفيف على النفس ولا سيما أن في السفر مشقات ولكن هنيئاً لمن سافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: أما الذكر مع استعمال الطبل والطار وهو الدف، فجائز، نص على جوازهما الفقهاء، ومن حرمهما فلا دليل له، وفي الحديث ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب التلخيص الحبير قال: “حديث أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني نذرت أن أضرب بالدف بين يديك إن رجعت من سفرك سالماً، فقال صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك، رواه أحمد والترمذي وابن حبان والبيهقي من حديث بريدة وسياق أحمد أتم وفي الباب عن عبدالله بن عمرو رواه أبو داود” اهـ.
فلو كان الضرب بالدف حراماً لما اذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضرب بالدف بين يديه.. ومن هذا الخبيث الوهابي الجاهل الذي يتصور أن الرسول يأذن بالحرام أن يفعل وهو شاهد من غير إنكار، هذا جهل عريض، هؤلاء الوهابيون يحرمون ما أحلّ الله ويستحلون ما حرّم الله، ولا عبرة بهم ولكن الله فتح للمؤمنين باباً سهلاً للدفاع عن الدين بالردّ على النجدية الوهابية، نسأل الله ان ينصر أهل السنة والجماعة، آمين
خامساً: أما ترتيب زيارات ضريح المشايخ والاولياء فهذه من حرمها لا دليل له وإن كان يجوز زيارتهم في كل وقت شرط عدم تضييع الفرائض.
سادساً: من أسرار الصلاة على النبي ما رواه البيهقي في كتاب الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة قال صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صلّ على محمد النبيّ وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”، فأكثروا منها الله يرزقنا رؤيته صلى الله عليه وسلم ويرحمنا في الدنيا والآخرة، آمين