الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات
الحمدلله ورحم الله شيخنا شيخ الاسلام عبدالله الهرري ونفعنا به
فائدة: لا يقال “اللهم اغفر لجميع المؤمنين جميع ذنوبهم” يريد كلّ فرد من أفراد المؤمنين يطلب من الله أن يغفر له كل ذنوبه بلا استثناء، لأنه لا بد أن يعذب الله بعض المسلمين في النار وهي جهنم لورود الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، والرسول لا يكذب لأنه بوحي من الله قال الحديث الشريف الذي يثبت أن بعض المؤمنين لا بد يدخلون النار، فالله تعالى لا يغفر لجميع المؤمنين جميع ذنوبهم لأنه لو غفر لهم جميعها لما احتاج أحد منهم إلى شفاعة، والشفاعة ثابتة بنص القرآن والحديث، فدل ذلك على أن بعض المؤمنين لا بد أن يدخل النار ثم يخرج منها، وفي صحيح مسلم عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ “يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّة”، والمعنى واضح أي أنهم يخرجون من النار بعد دخولها والكافر لا يخرج من النار، فدلّ الحديث على أن الذين يخرجون منها بعد أن دخلوها هم من اهل التوحيد ولكن اقتضى من ذنوبهم ما يستحقون به العذاب ولم يسامحهم الله فدخلوا لنيل قسطهم من عذاب جهنم دون عذاب الكفار أي أقل من عذاب الكفار، بما قدمت أيديهم ثم يخرجهم الله بواسع رحمته لما أخبر انه لا يخلد في النار إلا الكفار،
لا يجوز أن يقال يا رب أنت أخبرت في القرآن أن الزنا حرام وأنا أطلب منك لأنك على كل شيء قدير أن تجعل الزنا حلالا، هذا لا يقال أعوذ بالله، هذا ضلال لأن خبر الله صدق لا يحتمل الكذب، ومن طلب ذلك خرج من الدين لأنه يطلب من الله أن يكذب نفسه، وخبر الله صدق لا يحتمل الكذب
كذلك لا يستقيم أن يدعو الانسان يقول “اللهم اغفر لجميع المسلمين جميع ذنوبهم” والله أخبر والرسول أخبر أنه لا بد يدخل بعض المسلمين النار ولا تغفر كل ذنوبهم، خبر الله وخبر النبي الثابت صدق، من طلب خلاف ما أخبر ألله أنه يكون فهو مكذب لخبر الله كأنه يقول يا رب كذب نفسك وأدخل جميع المسلمين الجنة بلا عذاب، هذا معناه، الله يحفظنا من معاكسة الدين والقرآن
حديث مسلم أثبت أن بعض المؤمنين يدخلون النار، فلا يصح ان يقال يا رب اغفر كل الذنوب لكل المسلمين، لأن معناه ان لا أحد يدخل النار، وهذا خلاف ما قال الحديث الشريف، هذا لا يكون لأن النبي لا يخبر إلا بالصدق صلى الله عليه وسلم، وخبر النبي يستحيل أن يخطئ لأنه يخبر عن الله والله علام الغيوب والنبي لا يكذب على ربه تعالى،
تنبيه: يجوز أن يقال “اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات” مثلاً على معنى غفران كل الذنوب لبعضهم، وبعض الذنوب لآخرين، وليس على معنى غفران كل الذنوب لكل واحد من المؤمنين والمؤمنات