هذا قول أهل العلم في من يريد تحريف كلام أبي هريرة رضي الله عنه،
للفائدة أنشرها كتبت لبعض الناس أقول: لو رجوت قبولا لأوضحت بعض ما ذكرتم مطولا، ولكن للأسف قرأت ما هو فوق فلا أجد جدوى في التطويل سوى الإيضاح المختصر لمن أحب أن يستفيد، اولا أنا لم أنكر السيادة للنبيّ صلى الله عليه وسلم، والصحابة كانوا يصلون على النبي بالاسم المجرد من دون لفظ سيدنا وهم أحسن الناس أدباً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلا وجه لانتقاد من انتقدني في ذلك ففي انتقاده انتقاد لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأين نحن منهم الله رضي الله عنهم!،
ثانيا الرسول ليس مخلوقا من ضوء ولا من نور معنوي ولا حسي، بل هو كما قال كتاب الله تعالى بشر مثلنا مخلوق من أبويه صلى الله عليه وسلم، ولا داعي للغلو ولا يوجد في كلام أهل الفقه والحديث أن محمداً صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور أبداً، ولكنه صلى الله عليه وسلم أفضل البشر، وعلى كونه مخلوقا من أبويه فهو أفضل من جبريل بل من كل الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين،
ثالثا قول مكتوب فوق: “رب علم لو ابحنا به لقلت يا من تعبدوا الوثن”، اهـ. فهذا فضلا عن ركاكته اللغوية والشرعية، فإنه ليس تصوف أهل السنة والجماعة أعوذ بالله من عبادة الوثن، فإنها كفر وضلال، المسلم يعبد الله، أما عبدة الأوثان فليسوا بمؤمنين ولا مسلمين ولا صوفية والعياذ بالله ممن يشهد على نفسه بالكفر ويدعي التصوف، والتصوف منه بريء،
رابعاً: أما من ذكر اسم أبي هريرة في هذا المعرض فسيأتي بيانه إن شاء الله من كلام الحافظ ابن حجر في شرح البخاري بيانا لكلام أبي هريرة رضي الله عنه الذي قال: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ،” والعجب بما أن أبا هريرة لم يبث هذا العلم فلا أدري كيف عرفه من يدعي معرفته!! وأن أباهريرة أراد به ما يريده غلاة المتصوفة الجهال!! ويرد عليهم ما نقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري ونصه: “قال ابن المنير جعل الباطنية هذا الحديث ذريعة إلى تصحيح باطلهم حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهرا وباطنا، وذلك الباطن إنما حاصلة الانحلال من الدين”. اهـ فهؤلاء يريدون الانحلال من الدين بنص أهل العلم، وليسوا صوفية ولكنها طريق إلى الزندقة والعياذ بالله.
هذا قول أهل العلم في من يريد تحريف كلام أبي هريرة رضي الله عنه، وإنما أراد أبو هريرة ما قاله الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه: “حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضهم ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم، كقوله أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان. يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة..، وإنما أراد أبو هريرة بقوله “قطع” أي قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم، ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتومة لو كانت من الأحكام الشرعية ما وسعه كتمانها”، انتهى كلام الحافظ ابن حجر لمن أراد الاستفادة من كلام أهل العلم بالحديث الشريف،
خامساً: التصوف السني مبني على العلم بالكتاب والسنة وإلا فهو زندقة، هكذا قال الجنيد وغيره من صوفية أهل السنة والجماعة، هذه بضاعتي وما علمنيه مشايخي الذين أجازوني بطرق أهل الله من قادرية ورفاعية وشاذلية وغيرها أخدمها وأرفع رايتها بالحق إن شاء الله، جزاهم الله عني وعن الاسلام خيرا، والحمدلله رب العالمين،
دعاكم لمن كتبه ولمن نشره