توسل الصحابة رضي الله عنهم بالنبيّ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم:
روى ابن أبي شيبة وهو من حفاظ السلف الصالح ومحدّثيهم (ت 235 هـ.)، بإسنادٍ صحيحٍ كما قال ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري، عن مالِك الدار وكان خازن عمر لبيت المال واسمه مالك بن عياض، قال ابن سعد هو في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، لقي أبا بكر ومعاذ بن جبل وأبا عبيدة قاله ابن حجر في الإصابة، وعمر لا يولي بيت مال المسلمين إلا ثقة يخاف الله تعالى، قال (أي مالك الدار): “أصاب الناس قحط (احتباس المطر) في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأُمّتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام (أي لمن أتى قبره الشريف يسأله الاستسقاء لأمته صلى الله عليه وسلم)، قال له: إيتِ عمر فأقرئه مني السّلام وأخبره أَّنهم يُسقَون وقل له (أي لعمر رضي الله عنه): عليك الكيسَ الكيسَ (والكيس بفتح الكاف وتسكين الياء الفطنة والذكاء)، فأتى الرجل فأخبره فبكى عمر وقال: “يا ربّ ما آلوا إلاّ ما عجزت” إلى آخر الحديث..
والحديث أخرجه كذلك ابن أبي خيثمة وابن عساكر والبيهقي في دلائل النبوة وابن كثير في البداية والنهاية حيث قال “وهذا إسناد صحيح”.
وهذا الرجل الذي قصد الرسول للاستغاثة به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم هو الصحابي بلال بن الحارث المُزنيّ رضي الله عنه، فلم ينكر ذلك عمر ولا غيره من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، بل رواه المحدثون والفقهاء من غير نكير فكان استحسان فعل بلال بن الحارث المزني محلّ إجماع من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أنشروه دعاكم لمن كتبه ونشره ومن يحبّ بتفريج الكربات ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم والعافية