وأهل الكبائر من أمة محمّد صلى الله عليه وسلم في النار لا يَخلُدون إذا ماتوا وهم موحّدون

Arabic Text By Jul 26, 2013

وأهل الكبائر من أمة محمّد صلى الله عليه وسلم في النار لا يَخلُدون إذا ماتوا وهم موحّدون


14 رمضان المبارك لسنة 1434 للهجرة الشريفة، 23 يوليو/تموز 2013 بالتقويم الرومي

قال العلامة حجة الإسلام أبو جعفر الورّاق الطحاوي (توفي سنة 321 للهجرة) بمصر رحمه الله: وأهل الكبائر من أمة محمّد صلى الله عليه وسلم في النار لا يَخلُدون إذا ماتوا وهم موحّدون وإن لم يكونوا تائبين، بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين.‏ (كلامه معناه أن من مات على غير دين التوحيد أي الإسلام، كان خالداً في جهنم لا يخرج منها أبداً، وهذا رد على من زعم أن جهنم تفنى وهو ابن تيمية وتبعه يوسف القرضاوي، وكلامهم تكذيب لقول الله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُن اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُم وَلا لِيَهْدِيَهُم طَرِيقًا (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا” (سورة النساء).وهم (أي أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم) في مشيئته وحُكمه،‏ إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما ذكر عز وجل في كتابه‏ ‏”‏ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” (النساء، 48).‏ (أي يغفر ما دون الشرك والكفر لمن يشاء، أما الكفر والشرك فلا يغفران لأحد).وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته. وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته ولم يجعلهم في الدارين كأهل نُكرته الذين خابوا من هدايته ولم ينالوا من ولايته، اللهم يا وليّ الإسلام وأهلِه ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به.ونرى الصلاة خلف كلّ بَـرّ وفاجر من أهل القبلة (أي ما لم يخرج من الإسلام، فلا تصح الصلاة خلف المجسمة كما نص على ذلك الشافعي وهو محلّ إجماع لأن المجسم يعبد غير الله لأن الله ليس جسمًا، فلا يصح بذلك له صلاة ولا صيام)، وعلى من مات منهم (أي نصلي على موتى المسلمين أهل القبلة) ولا ننزّل أحدًا منهم جنة ولا نارًا، ولا نشهدُ عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذرُ سرائرَهم إلى الله تعالى.شيء من الشرح: يناسب هنا ذكر ما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ما رواه البخاري، “إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْىِ فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ الْوَحْىَ قَدِ انْقَطَعَ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمُ الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيءٌ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِى سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ”.دعاكم لمن كتبه ونشره، أنشروه رحم الله من نشره