فائدة مهمة جداً:
قول الله تعالى “ولا يغتب بعضكم بعضًا” (الحجرات، 12)، هذا من العام المخصوص، قال الحافظ النووي في رياض الصالحين في “باب ما يباح من الغيبة”: “اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهي ستة أسباب..، ثم ذكر منها ما نصه “الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه منها: جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة..، ومنها إذا رأى متفقهاً يتردّد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة” اهـ فانظر إلى قول النووي “بل واجب للحاجة”، وانظر إلى قوله “فعليه نصيحته”، وكلام النووي رحمه الله هذا في أهل الاسلام، أما من قال عن الله جالس على العرش أو أنه تعالى يتحرك ومن صفاته نعوذ بالله الخفة والثقل كما يقول ابن تيمية، فهذا ضال كافر لا غيبة له أصلاً بل يجب ذكره تحذيراً للناس من ضلاله.وفي إحكام الأحكام للحافظ الفقيه ابن دقيق العيد رحمه الله: “فإن النميمة إذا اقتضى تركها مفسدة تتعلق بالغير، أو فعلها مصلحة يستضرّ الغير بتركها لم تكن ممنوعة، كما نقول في الغيبة إذا كانت للنصيحة أو لدفع المفسدة لم تمنع. ولو أن شخصاً اطلع من آخر على قول يقتضي إيقاع ضرر بإنسان، فإذا نقل إليه ذلك القول احترز عن ذلك الضرر لوجب ذكره له” اهـ فتنبه لذلك وانظر إلى قول ابن دقيق العيد “لوجب ذكره له”، وفي تدريب الراوي للسيوطي قال: “وقال بعض الصوفية (أي من جهلة المتصوفة) لابن المبارك رضي الله عنه (وهو من كبار علماء السلف الصالح المجتهدين مثل أبي حنيفة ومالك رضي الله عنهما): تغتاب؟!!، فقال ابن المبارك: “اسكت!! إذا لم نبـيّن كيف نعرف الحق من الباطل؟” اهـ
وكلام ابن المبارك هذا أخذه من القرآن وفيه أن من الموعظة الحسنة بيان حال الجاهلين الذين يحرفون دين الإسلام وتحذير الناس منهم، وإلا كيف يكون الإنسان عاملاً بقول الله تعالى: “خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ”، (سورة الأعراف)؟، إن لم يعرف العبد المطيع لربّه الجاهلين المحرفين للدين كيف يعرض عنهم إذن؟،
ومن يستطيع أن يعرف حال الجاهلين إلا اهل العلم؟؟ فإن سكتوا عن المنكر كان عليهم ذنب ووزر نسأل الله الرحمة.
فواجب التحذير من الوهابية تدعي كذباً أنها سلفية وحزب إخوان الشياطين من القطبية أتباع سيد قطب الذين انحرفوا عن طريقة الشيخ حسن البنا رحمه الله، يسمون انفسهم “الإخوان المسلمين”، هذا الحكم من أساس دين الإسلام وهو من أساس التصوف،
من سكت عن هؤلاء الفريقين مع الحاجة والضرورة لشدة إفسادهم الناس فليس صوفياً، ولكن يحاول التشبه بهم، الساكت عن المنكر لا يكون صوفياً ولا على طريق أهل الله تعالى،
أنشروه، رحم الله من دعا لمن كتبها ولمن نشرها برؤية النبي صلى الله عليه وسلم والعافية،