فائدة جلية (10)قال الله تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” (الزمر، 10)إن الآيات القرآنية التي تحض على الصبر وتبين فضله كثيرة جداً، وقد مدح الله تعالى الصبر لما فيه من منافع متعددة للمسلم وما له من الثواب العظيم عند الله عز وجل في الدرجات العلى في الآخرة. والصبر أنواع: الصبر على الشدائد والبلايا أي على ما يزعج النفس من ألم أو أذى أو ضيق معيشة أو حزن. ثم الصبر عما حرّم الله أي حَبْسُ النفس عن ارتكاب ما حرّم الله. والصبر على أداء ما أوجب الله أي قهر النفس على أداء الواجبات الدينية التي فرضها الله.الدنيا دار بلاء واختبار وعمل، والآخرة دار حساب، فيا أخي المسلم إذا ابتليت بمصيبة أو حلت بك نكبة أو فاجعة فكن صابرا محتسبا ولا تفتر عن أداء الفرائض، وإياك ثم إياك ان تعترض على حكم الله وقضائه وقدره فإن لله ما أعطى ولله ما أخذ ولا تتسخط على الله، فإنك تعيش في ملك الله وتأكل من رزق الله ولا تستغني عن الله طرفة عين. ويا عجبا من هؤلاء الذين يسارعون إلى سب الخالق العظيم او سب الملك عزرائيل عليه السلام او سب دين الاسلام حين تحل بهم مصيبة في النفس او المال او الولد. هؤلاء ضلوا.أما المؤمن بالله فيذكر حديث رسول الله “عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ له خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ” رواه مسلم وأحمد. فاصبروا اخوتي فإن الصبر من عظيم أخلاق الصالحين.اللهم اجعلنا من الصالحين الصابرين القانتين وثبتنا على الرضا بحكمك وقضائك، ونسألك أن ترحمنا وتتوفانا على الايمان، امين