الحمدلله
المجسمة المبتدعة الوهابية الجاهلة يقولون في قول عمر “نعمت البدعة هذه” حين جمع الناس لصلاة التراويح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري وغيره)، إنه أراد المعنى اللغوي،
ذبحهم الفاروق عمر رضي الله عنه،
والمعنى اللغوي كما هو معروف للبدعة انها “الإحداث لا عن مثال سبق”، ويقولون إن عمر لم يرد بيان البدعة بالمعنى الشرعي وأن منها ما هو حسن كما يقول سائر الفقهاء منهم الإمام الشافعي رضي الله عنه
وردّ كلامهم من كلامهم لأنه لا يستقيم أن عمر أراد المعنى اللغوي بمعنى أن الصلاة جماعة في قيام رمضان كانت “لا عن مثال سبق” لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، فكيف يكون عمر أراد هنا المعنى اللغوي للبدعة وهو فعل شيئاً رأى الرسول صلى الله عليه وسلم فعله؟!!
فلا شك أنه رضي الله عنه أراد مدح البدعة الحسنة بالمعنى الشرعي وبيان أن من البدعة ما هو سنة حسنة لحديث من سن في الاسلام سنة حسنة إلى آخره رواه مسلم وقد قدمته، لأن الواقع وما ثبت من فعل الرسول يكذب زعمهم إرادة عمر بقوله “”نعمت البدعة هذه” البدعة بمعناها اللغوي.
ثم موافقة الصحابة رضي الله عنهم على ذلك واجتماعهم على ما كان النبي صلى الله عليه وسلم تركه أبلغ في الدلالة على إجماع الصحابة وإن إجماعاً سكوتياً على أن من البدعة ما هو حسن موافق لشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن عمر ما كان لينسخ حكماً شرعياً أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال ابن منظور في لسان العرب:
والبِدْعةُ: الحَدَث وما ابْتُدِعَ من الدِّينِ بعد الإِكمال. ابن
السكيت: البِدْعةُ كلُّ مُحْدَثةٍ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في قِيام
رمضانَ: نِعْمتِ البِدْعةُ هذه. ابن الأَثير: البِدْعةُ بدْعتان: بدعةُ هُدى،
وبدْعة ضلال، فما كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله، صلى الله عليه
وسلم، فهو في حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار، وما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب
اللهُ إِليه وحَضّ عليه أَو رسولُه فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له
مِثال موجود كنَوْع من الجُود والسّخاء وفِعْل المعروف فهو من الأَفعال
المحمودة، ولا يجوز أَن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأَن النبي، صلى
الله عليه وسلم، قد جعل له في ذلك ثواباً فقال: مَن سنّ سُنّة حسَنة كان
له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها، وقال في ضدّه: مَن سنّ سُنّة سَيئة كان
عليه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها، وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر
الله به ورسوله، قال: ومن هذا النوع قول عمر، رضي الله عنه: نعمتِ البِدْعةُ
هذه، لمّا كانت من أَفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سَمّاها بدعة
ومدَحَها لأَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يَسُنَّها لهم، وإِنما
صلاَّها لَيالِيَ ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن
أَبي بكر وإِنما عمر، رضي الله عنهما، جمع الناسَ عليها وندَبهم إِليها
فبهذا سماها بدعة، وهي على الحقيقة سنَّة لقوله، صلى الله عليه وسلم،
عليكم بسنّتي وسنة الخُلفاء الراشدين من بعدي، وقوله، صلى الله عليه وسلم:
اقْتَدُوا باللذين من بعدي: أَبي بكر وعمر، وعلى هذا التأْويل يُحمل الحديث
الآخَر: كلُّ مُحْدَثةٍ بدعة، إِنما يريد ما خالَف أُصولَ الشريعة ولم
يوافق السنة، وأَكثر ما يستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذمِّ.
دعاكم أرجوكم