ﻻ ﺗﺒﻜﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ﺇﺫا ﻭﻟﻴﻪ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ اﺑﻜﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫا ﻭﻟﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺃﻫﻠﻪ”
روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده أن مروان بن الحكم وكان واليا على المدينة المنورة، رأى ﺭﺟﻼ ﻭاﺿﻌﺎ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻠﻰ قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ﻓﻘﺎﻝ ينهره لجهله (اي جهل مروان): ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ؟، ﻓﺄﻗﺒﻞ مروان ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺃﻳﻮﺏ الأنصاري رضي الله عنه، ﻓرد عليه أبو أيوب قال: ﻧﻌﻢ، ﺟﺌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﺁﺕ اﻟﺤﺠﺮ، ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: “ﻻ ﺗﺒﻜﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ﺇﺫا ﻭﻟﻴﻪ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ اﺑﻜﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫا ﻭﻟﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺃﻫﻠﻪ”، معناه أنت جاهل يا مروان لأنك أنكرت فعلي. فما كان حسن البنا رحمه الله ولا غيره من أهل العلم والفهم ليحرم ما فعله الصحابة والتابعون رضي الله عنهم وهم في الحقيقة السلف الصالح وليس الوهاببة التيمية.
ثم البخاري روى أن أبا بكر رضي الله عنه دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهَا فَتَيَمَّمَ (أي قصد) النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسَجًّى (أي بعد وفاته صلى الله عليه وسلم) فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِي اللَّهِ (الحديث إلى آخره)،
هل رأيتم كيف ينادي أبو بكر النبي بعد موته يقول “يا نبي الله”. فمن حرم قال لا يجوز نداء النبي بعد موته وجعل مجرد النداء أو الاستغاثة بالنبي عبادة والعياذ بالله، فإنه يكفر أبا بكر والصحابة ورواة الحديث وأمة محمد كلها لأنها تلقت هذا الحديث بالقبول لم يعترض عليه أحد البتة.
وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن عائشة أن أباها أبا بكر رضي الله عنهما دخل على النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال: وانبياه واخليلاه واصفيّاه. اهـ.
ففي ذلك كله دليل من فعل خير الناس بعد الأنبياء، أبو بكر الصديق رضي الله عنه، على جواز الاستغاثة بالنبي وندائه بقول “يا رسول الله” والتبرك برسول الله بعد وفاته كما كان الأمر في حال حياته لم يعترض أحد من علماء الإسلام على ذلك البتة بدليل حديث البخاري في كتاب فضائل الصحابة عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنه: فجاء أبو بكرٍ فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقـبّـله فقال: بأبي أنت وأمي طبت حيّاً وميتـاً، دل ذلك على أن نداء النبي والاستغاثة به والتبرك به صلى الله عليه وسلم ليس ذلك شركا، أليس نقول في كل صلاة السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته؟، سبحان الله. دعاكم لمن كتبه ولمن نشره. أنشروه وعلموه أحبابكم